خليفة الله المهدي ومشروع الخلافة المقبلة
ــ الحلقة الأولى ـ
الشيخ والمفكر الاسلامي التجديدي
محمد حسني البيومي الهاشمي
1ـ المدخل
2 ــ الخلافة مشروع البداية والنهاية :
3 ــ الخلافة الإلهية في العترة النبوية :
4 ــ خليفة الله المهدي قائد عصر الظهور :
5 ــ المهدي هو خليفة الله عليه السلام :
6 ــ المهدي عليه السلام قائد الغربـــاء
7 ـ المهدي قائد الطائفة المنصورة :
8 ــ المهدي الختم الإلهي للنبوة
9 ـ دلائل ختم النبوة بالمهدي :
10 ـ القدس عاصمة خلافة المهدي عليه السلام
11 ـ المهدي عليه السلام أمر الساعة:
12 ـ المهدي عليه السلام قائد وعد الآخرة :
13 ـ الخلافة وأهل البيت عليم السلام في آخر الزمان :
14 ـ المهدي قائد العدل والقسط الإلهي :
15 ـ المهدي في مواجهة العلماء والحكام المفسدين :
16 ـ المهدي في مواجهة فقهاء البلاط الخونة :
17 ــ سيرته في مواجهة المخالفين :
18 ـ تحرير القدس طريق خلافة المهدي :
19 ـ المهدي الموعود رمز وحدة الأمة :
20 ـ الإبتلاء بآل البيت عليهم السلام :
21 ـ انتظار المهدي عليه السلام هو فرج الأمة :
22 ــ جيل المهدي المقاوم والتهيئة للمشروع الإلهي :
خليفة الله المهدي ومشروع الخلافة المقبلة
1 ـ المدخــل :
لقد جعل الله تعالى سر قرآنه في فاتحة الكتاب وجعل سبحانه سر الفاتحة في البسملة المعظمة ، وجعل في ثنايا البسملة سره المقدس في النبوة المطهرة وجعل سر النبوة في العترة المطهرة .. وجعل الخلافة وبوابة العلم والدين متلازمة وجدلية مع العترة .. فسلك السالكون مدارجهم فكانت الخلافة وجهة الأمة والوحدة ومشروع الجهاد والثورة والنهضة ..
قال النبي صلى الله علية وآله وسلم :
[ أنا مدينة العلم وعلي بابها ..]
فجعل الله تعالى ورسوله امتداد النبوة في العترة المطهرة وجعل الصحابة سوار الدين وحماة المنتجبين عبر التاريخ ، فكانت خلافة الله مشروع الأمة الناهض من قلب تاريخ النبوة الي نهاية التاريخ بالعترة ..
وصدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم : في قوله
[ بنا بدء الدين وبمهدينا يختم ]
... البداية بالنور الإلهي والخاتمة في سيادة النور و بالقسط والعدل الإلهي ، وهذا معنى الإستعلاء النوراني في العالمين .. فكانت الخلافة مشروع الأمة الصاعدة والأمل الحضاري المقبل عبر كل التواريخ ..
2 ـ الخلافة مشروع البداية والنهاية :
إن طرح قضية الخلافة الإلهية لهو من الأهمية المعاصرة أمام حالة الانهيار الحادثة في واقع أمتنا الثورية المجاهدة ، وهو عمادها وقاعدتها الصلبة ولهذا جعلها الله تعالى وعدا إلهيا متواصلا لنبيه واضحة المعالم .. فجعل النبي أساسها وعمادها وقوة نورها وصلابتها في عترته المطهرين .. فكانوا بمقام القرآن النوراني المشتعل بوقود العدل ونور العلم الإلهي .. فقال تعالى عن هذا التوحد الرباني بين القرآن والعترة وجعله بوحي العلي القدير قرين القرآن والمتلازم معه حتى يوم القيامة والمحشر العظيم .. صرخة موحدة يوم الحساب التالي على لسان النبي الأعظم صلى الله عليه وآله الطاهرين :
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً } الفرقان30
وقال تعالى فيهما في الواقعة
{فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ } الواقعة : 78 ـ 79
3ــ الخلافة الإلهية في العترة النبوية :
النبوة العظمى هي القاعدة الأولى للخلافة الإلهية وهي بمقام الجبل الأشم في واقع يستلهم الرشاد الإلهي نحو الرفعة والمقام الإستخلافي الممتد عبر المنبع الرباني القويم وهو بحر الرسالة الكونية المعظمة التي نبعت منها كل التصورات الهادفة نحو العلو الإلهي الخاتم قال تعالى : {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }النحل15 .. والرواسي هم الضمانة لحفظ الأرض من الإنهيار القيمي والأخلاقي ،وهم في التأويل الأنبياء والأئمة عليهم السلام أجمعين .. وبذا ربط النبي الأعظم صلى الله عليه وآله البدايات بالنهايات وهو قوله صلى الله عليه وآله [ بي بدئ الدين وبي يختم ] وهو مفهوم غيبي له مدلوله كما في مبحثنا .. وبين البدء والختم النبوي جعل الله تعالى السادة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام هم ضمانة التواصل الإلهي النبوي فحددهم النبي r : بعترته وجعلهم بمقام الثقلين في دولته وخلافته . وقبيل رحيل النبي الأعظم صلى الله علية وآله وسلم قال:
[ روى زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خما خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ ، وذكر ، ثم قال : [ أما بعد : ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله ، واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ، ورغب فيه ثم قال : وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ] (1) : رواه صحيح مسلم
[ فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، وإن الله مولاي ، وأنا ولي المؤمنين ] . ثم أخذ بيد علي رضي الله عنهما ، فقال : [ من كنت وليه فعلي وليه ] . فقال : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : ما كان في الركاب إلا قد سمعه بأذنيه ورآه بعينيه . قال الأعمش : فحدثنا عطية ، عن أبي سعيد ، بمثل ذلك . ] وفي الحديث بيان مقام قاعدة الخلافة الإلهية الراشدة (2) .. وهم الثقلين لا ثالث لهما في ميزان النبوة .. وهم العترة والقرآن تمتد منهما الجبال الرواسي وهم أئمة العترة المطهرين الإثنى عشر من قريش
وفيهم قال صلى الله عليه وآله في بيان خلافة الأمة : [ اخلفوني في أهل بيتي ] . (3)
وعَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : كَانَ آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اخْلُفُونِي فِي أَهْلِ ] (4)
وعن سعيد بن المسيب قال : قلت لسعد بن مالك إني أريد أن أسألك عن حديث وأنا أهابك أن أسالك عنه ، قال : لا تفعل يا ابن أخي، إذا علمت أن عندي علما فسلني ولا تهبني، فقلت قول رسول الله r لعلي حين خلفه بالمدينة في غزوة تبوك ، قال: قال : أتخلفني في الخالفة في النساء والصبيان؟ فقال : ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟فأدبر عليا مسرعا كأني انظر إلى غبار قدميه يسطع" ذكره : ابن سعد : الطبقات الكبرى – المجلد الثالث : ص16 وعن زيد بن أبي أوفى قال : [ دخلت على رسول الله r في مسجده وعن زيد بن أبي أوفى قال : [ دخلت على رسول الله r في مسجده فقال : " أين فلان ابن فلان " فجعل ينظر في وجوه أصحابه – فذكر الحديث ــ المؤاخاة ــ وفيه : فقال علي : لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك ما فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان هذا من سخط علي فلك العتبى والكرامة .. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين :
" والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي وأنت أخي ووارثي ] قال : وما أرثك منه يا رسول الله ؟ قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك ؟ قال [ كتاب ربهم وسنة نبيهم ، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي وأنت أخي ورفيقي ] ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين قوله تعالى :
{ أخوانا على سرر متقابلين } :
المتحابين في الله ينظر بعضهم إلى بعض ] [ يا علي أنا منك وأنت مني وأنت أخي ووارثي وصاحبي ] (5) .
وهكذا قرن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله الطاهرين الأخوة بالولاية فكانت الخلافة بالعترة النبوية واضحة جلية فكان أمير المؤمنين عليه السلام هو الذات للذات ومن الذات لرسول الله صلى الله عليه وآله ..:
[ وقوله صلى الله عليه وسلم علي كنفسي ] وقال :
[ وقال لعلي أنت مني وأنا منك ] (6) .
[ فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ثم انصرف إلى الطائف فحاصرهم ثمانية أو سبعة ، ثم أوغل غدوة أو روحة . ، ثم نزل ثم هجر ثم قال :
[ أيها الناس ، إني لكم فرط ، وإني أوصيكم بعترتي خيرا موعدكم الحوض .. ، والذي نفسي بيده ، لتقيمن الصلاة ، ولتؤتون الزكاة ، أو لأبعثن عليكم رجلا مني ، أو كنفسي فليضربن أعناق مقاتليهم ، وليسبين ذراريهم [ قال : فرأى الناس أنه يعني أبا بكر أو عمر فأخذ بيد علي فقال : هذا هذا ]
وقال صلوات الله وسلامه عليه في أكثر من مقام لإبراز مقام خلافة أهل البيت عليهم السلام :
.. [ هذا أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فاسمعوا له أطيعوا ] (7)
ـ وفي قوله تعالى : { وأنذر عشيرتك الأقربين } الشعراء/آية 214
جاء في كتب السير والتفسير والتاريخ في سبب نزول هذه الآية أمرا واحدا موحدا: أن رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين دعا بني عبد المطلب وأولم لهم ثم توجه قائلا : [ يا بني عبد المطلب ، والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به ، إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ ] (8)
فأحجم القوم عنها جميعا ، فقال علي عليه السلام :
أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ صلى الله عليه وآله الطاهرين
برقبته ثم قال :
[ إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ] (9) وهذه الوصية هي الأساس في دولة المهدي عليه السلام ختام المسك في دولة العدل والخلافة الإلهية القادمة ..
.. أخرج أحمد عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين :
[ إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله عز وجل حبل الله الممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ] ..
وذكر مجموعة من الأحاديث تؤكد التفسير للآية بأنها مشمولة بكتاب الله وعترة نبيه صلى الله عليه وآله الطاهرين (10)
ولهذا جعل الله تعالى العترة بمقام القرآن وجعلها في القرآن الركن الآخر للثقلين والوجه الآخر لخلافة الله المتواصلة ..
[ وفي تفسير قوله تعالى :
[ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ (31) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ] (32) : أي الجن والإنس، سميا ثقلين لأنهما ثقل على الأرض أحياء وأمواتًا، قال الله تعالى : " وأخرجت الأرض أثقالها " الزلزلة: 2 ) وقال بعض أهل المعاني : كل شيء له قدر ووزن ينافس فيه فهو ثقل، قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي" فجعلهما ثقلين إعظامًا لقدرهما. ] .. (11)
[عنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ يَخْطُبُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي ] (12)
[عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني تارك فيكم " الخليفتين من بعدي : كتاب الله وعترتي ، أهل بيتي ، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ] . (13)
4 ـ خليفة الله المهدي قائد عصر الظهور :
وفي العنوان أدلة قرآنية وحديثيه تحدد خليفة الله الشرعي والذي لا يجوز عصيانه وتجاوز التوحد معه في مواجهة الأعداء والظالمين نحو خلافة الله العادلة ، وإذا كانت الخلافة الإلهية واجبا شرعيا مفروضا فإن عرفان الخليفة هو الأصل في المشروع والاستخلاف .. لأن عليه مناط ارتكاز المشروع الإلهي وببيعته تتم الصالحات :
[ عن ..ابن عباس في بعض الروايات ودليل هذا القول قوله سبحانه :
{ وَعَدَ الله الذين ءَامَنُواْ } إلى قوله :
{ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الأرض } [ النور : 55 ] ..
وقوله تعالى :
[ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ استعينوا بالله واصبروا إِنَّ الأرض للَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ ] [ الأعراف : 128 ] .
وثالثها :
هي الأرض المقدسة يرثها الصالحون ، ودليله قوله تعالى :
[ وَأَوْرَثْنَا القوم الذين كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مشارق الأرض ومغاربها التى بَارَكْنَا فِيهَا ]
[ الأعراف : 137 ]
ثم بالآخرة يورثها أمة محمد صلى الله عليه وسلم عند نزول عيسى ابن مريم عليه السلام . ] .. (14)
وعند نزول عيسى عليه السلام كما في المصدر هو زمان دولة العدل الإلهي بقيادة خليفة الله المهدي عليه السلام . ومفهوم الظهور الخاتم كما في المصطلح القرآني هو ظهور خليفة الله المهدي الموعود عليه السلام وهو قوله تعالى :
{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) }
والمعنى المشار في [ هو ] اسم إشارة على غرار قوله تعالى :
{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153
محدد معناه في المهدي الموعود سليل النبوة عليه السلام .. والصراط المستقيم هو صراط الهدي الإلهي في النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين
. [ .. إِنْ تُؤَمِّرُوا عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَا أُرَاكُمْ فَاعِلِينَ تَجِدُوهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا يَأْخُذُ بِكُمْ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ ] .. (15)
[ وإن تولوا عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق ] : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ــ وشاهده حديث حذيفة بن اليمان : (16)
والمهدي كما أشرنا هو مشروع البدايات والنهايات وهو ختم النبوة في آخر الزمان : [ بنا بدئ الدين وبنا يختم ]
وهو الرابط بين مشروع الهداية والعترة النبوية المطهرة وبأنهم عنوان الصراط المستقيم . وهم الظاهرون على الدين كله في آخر الزمان .
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره : الله الذي يأبى إلا إتمام دينه ولو كره ذلك جاحدوه ومنكروه [ الذي أرسل رسوله ] ،
محمدًا صلى الله عليه وسلم [ بالهدى ] ،
يعني : ببيان فرائض الله على خلقه ، وجميع اللازم لهم وبدين الحق ، وهو الإسلام [ ليظهره على الدين كله ] ، يقول: ليعلي الإسلام على الملل كلها
[ ولو كره المشركون ] بالله ظهورَه عليها . ] (17)
ــ [حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال، حدثنا شقيق قال، حدثني ثابت الحدّاد أبو المقدام، عن شيخ، عن أبي هريرة في قوله :
[ ليظهره على الدين كله ] ،
قال : حين خروج عيسى ابن مريم .
- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن فضيل بن مرزوق قال، حدثني من سمع أبا جعفر:
-
- [ ليظهره على الدين كله ]
- ، قال : إذا خرج عيسى عليه السلام ، اتبعه أهل كل دين . ] (18)
[هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ] هو محمد صلى الله عليه وسلم ، والهدى التوحيد ، أو القرآن ، أو بيان الفرائض أقوال ثلاثة . ودين الحق :
الإسلام [ إن الدين عند الله الإسلام ]
والظاهر أن الضمير في ليظهره عائد على الرسول لأنه المحدّث عنه ] (19)
ـ والنبي صلى الله عليه وآله هو كما في الحديث أبو العترة المطهرة وهو ينوب عنهم وينوبون عنه وهم منه صلى الله عليه وآله الطاهرين كنفسه ــ
[ ودين الحق ]
لاشتماله على أمور تظهر لكل أحد كونه موصوفاً بالصواب ومطابقاً للحكمة ومؤدياً إلى صلاح الدنيا والآخرة . ثم بيّن غاية أمره وتمام حكمه فقال
[ ليظهره على الدين كله ]
أي ليجعل الرسول أو دين الحق غالباً على أهل الأديان كلهم أو على كل دين . عن أبي هريرة أنه قال هذا وعد من الله بأن يجعل الإسلام ظاهراً على جميع الأديان . وتمام هذا إنما يظهر عند خروج المهدي ونزول عيسى وقال السدي : ذلك عند خروج المهدي عليه السلام لا يبقى أحد إلا دخل الإسلام وأدّى الخراج . قلت : قد دخل في عصرنا من الملوك الكفرة ومن أشياعهم في الإسلام ما لا يعدّ ولا يحصى ، وازدياد ذلك كل يوم دليل ظاهر على أن الكل سيدخلون في الإسلام . وقد جاء في الحديث : [ زويت لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها ] وقيل : ليظهر الإسلام على غيره في جزيرة العرب . وهذا تخصيص أوجبه ضيق العطن . وقيل : ليظهر الرسول على جميع شرائط الدين حتى لا يخفى عليه شيء من مدارك الأحكام .] (20)
[ بالهدى ] أي بالفرقان . [ ودين الحق ليظهره على الدين كله ] أي بالحجة والبراهين .
وقد أظهره على شرائع الدين حتى لا يخفى عليه شئ منها ، عن ابن عباس وغيره .
وقيل: [ ليظهره ] أي ليظهر الدين دين الإسلام على كل دين . قال أبو هريرة والضحاك : هذا عند نزول عيسى عليه السلام . وقال السدي : ذاك عند خروج المهدي ، لا يبقى أحد إلا دخل في الإسلام أو أدى الجزية .] (21)
[ قال السدي : ذلك عند خروج المهدي ، لا يبقى أحد إلا دخل في الإسلام أو أدى الخراج .] (22)
وفي جملة الأحاديث تبيان قوة التوجه نحو الولاية الإلهية والثابتة بمحوريتها في العترة المطهرة وتجعل الظهور المرتقب هو لخليفة الله المهدي عليه السلام بلا شريك ولا منازع والذي أمر الرسول ببيعته ولو حبوا على الثلج .. وهو قوله تعالى : [ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ] هذا تهديد شديد، ووعيد أكيد، أي : استمروا على طريقكم وناحيتكم إن كنتم تظنون أنكم على هدى ، فأنا مستمر على طريقتي ومنهجي ، كما قال تعالى : { وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ * وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ } [هود : 121 ، 122] قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : { عَلَى مَكَانَتِكُمْ } أي : ناحيتكم ـ وفي وجهتنا ناحيتكم يعني النبي وأهل البيت فهم الهداة المهديين ــ [ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ] قال الله تعالى: [ كَتَبَ اللَّهُ لأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ] [ المجادلة : 20 ] ، وقال { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ . يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [ غافر : 51 ، 52 ] ، وقال تعالى: { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ } [الأنبياء : 105] ، وقال تعالى إخبارًا عن رسله : { فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ . وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ } [ إبراهيم : 13، 14] ، وقال تعالى : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا } الآية [ النور : 55 ] ، وقد فعل الله [تعالى] ذلك بهذه الأمة، وله الحمد والمنة أولا وآخرًا، باطنًا وظاهرًا ] (23)
[ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ] قال مجاهد: يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم .. (24)
[ وأخرج مسلم . وأبو داود . والترمذي . عن ثوبان قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ إن الله تعالى زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وأن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها ]
وهذا وعد منه تعالى بإظهار الدين وإعزاز أهله واستيلائهم على أكثر المعمورة التي يكثر تردد المسافرين إليها وإلا فمن الأرض ما لم يطأها المؤمنون كالأرض الشهيرة بالدنيا الجديدة وبالهند الغربي ، وإن قلنا بأن جميع ذلك يكون في حوزة المؤمنين أيام المهدي رضي الله تعالى عنه ونزول عيسى عليه السلام ] (25)
5 ـ المهدي هو خليفة الله عليه السلام
[وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :
[ بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم ، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه ، فقلت : ما تزال ترى في وجهك شيئاً نكرهه فقال :
[ إنا أهل بيت اختار لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريداً وتطريداً حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يُعْطونَهُ فيقاتلون فَيُنْصَرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملأوها قسطاً كما ملأوها جوراً فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج ] .
وأخرج ابن ماجة والحاكم وصححه عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالاً لم يقاتله قوم ذكر شيئاً لا أحفظه ، قال : فإذا رأيتموه فتابعوه ولو حَبْواً على الثلج فإنه خليفة الله المهدي] (26)
[إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج ، فإنه خليفة الله المهدي ] : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين] (27)
[ وفي رواية ابن عبدان ، ثم تجيء الرايات السود فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم ، ثم يجيء خليفة الله المهدي فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه ، فإنه خليفة الله المهدي ] ومثله : .. أخبرنا عبد الرزاق ، فذكره بإسناده ومعناه وقال :
[ فإذا رأيتموهم فبايعوهم ولو حبوا على الثلج ، فإنه خليفة الله المهدي. تفرد به عبد الرزاق ، عن الثوري] (28)
وهو من رواية أُم سلمة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : [ المهدي حق وهو من ولد فاطمة ] (29)
وقد أخرج نعيم بن حماد بسنده عن علي عليه السلام انه قال : [ المهدي رجل منّا من ولد فاطمة ] (30)
[ إنَّ ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم ، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم ، يشبهه في الخُلُق ، ولا يشبهه في الخَلْق ] (31)
[ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْتَتِلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ابْنُ خَلِيفَةٍ ثُمَّ لَا يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَيَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ يُقْتَلْهُ قَوْمٌ ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ فَقَالَ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِيُّ ] (32)
[ أربعة : مؤمنان وكافران ، فالمؤمنان سليمان بن داود وإسكندر، والكافران نمروذ وبختنصر، وسيملكها من هذه الأمة خامس لقوله تعالى : [ ليظهره على الدين كله ] [ التوبة: 33 ] وهو المهدي ] (33)
[ وهو المعنى بقوله تعالى : { لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض } [ النور : 55 ] وقال :
[ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأرض ] [ النمل : 62 ] فإذا عرفت هذا عرفت أن العالم بأسره مشحون بالأنوار الظاهرة البصرية والباطنية العقلية ، ثم عرفت أن السفلية فائضة بعضها من بعض فيضان النور من السراج فإن السراج هو الروح النبوي ، ثم إن الأنوار النبوية القدسية مقتبسة من الأرواح العلوية اقتباس السراج من النور ، وأن العلويات مقتبسة بعضها من بعض وأن بينها ترتيباً في المقامات ، ثم ترتقي جملتها إلى نور الأنوار ومعدنها ومنبعها الأول ، وأن ذلك هو الله وحده لا شريك له ، فإذن الكل نوره فلهذا قال : [ الله نُورُ السموات والأرض] . (_34)
[ واجعل لي مِن لَّدُنْكَ سلطانا نَّصِيرًا ] حجة تنصرني على من خالفني أو ملكاً ينصر الإِسلام على الكفر ، فاستجاب له بقوله : [ فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الغالبون ] [ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدين كُلّهِ ] [ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الأرض ] [ وَقُلْ جَاء الحق ] الإسلام [ وَزَهَقَ الباطل ] وذهب وهلك الشرك من زهق روحه إذا خرج . [ إِنَّ الباطل كَانَ زَهُوقًا ] مضمحلاً غير ثابت .. (35)
[وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ] [ القصص5-6 ] ..
[ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ] [الأنبياء105 ] .
قال أبو هريرة : [ ليظهره على الدين كله ] بخروج عيسى . وحينئذ لا يبقى كافر إلا أسلم . ] (36)
[ والله مُتِمُّ نُورِهِ ] بإظهاره في الآفاق وإعلائه على غيره . قرأ ابن كثير ، وحمزة ، الكسائي ، وحفص عن عاصم : [ متمّ نوره ] بالإضافة ، والباقون بتنوين [ متمّ ] [ وَلَوْ كَرِهَ الكافرون ] ذلك ، فإنه كائن لا محالة ، والجملة في محل نصب على الحال . قال ابن عطية : واللام في [ ليطفئوا ] لام مؤكدة دخلت على المفعول ؛ لأن التقدير : يريدون أن يطفئوا ، وأكثر ما تلزم هذه اللام المفعول إذا تقدّم ، كقولك : لزيد ضربت ، ولرؤيتك قصدت ، وقيل : هي لام العلة ، والمفعول محذوف ، أي : يريدون إبطال القرآن ، أو دفع الإسلام ، أو هلاك الرسول؛ ليطفئوا ، وقيل : إنها بمعنى أن الناصبة ، وأنها ناصبة بنفسها . قال الفراء : العرب تجعل لام كي في موضع أن في أراد وأمر ، وإليه ذهب الكسائي ، ومثل هذا قوله :
{ يُرِيدُ الله لِيُبَيّنَ لَكُمْ } [ النساء : 26 ] .
وجملة : { هُوَ الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالهدى وَدِينِ الحق لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدين كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ المشركون } مستأنفة مقرّرة لما قبلها ، والهدى : القرآن ، أو المعجزات ، ومعنى { دِينَ الحق } : الملة الحقة ، وهي ملة الإسلام؛ ومعنى { لِيُظْهِرَهُ } : ليجعله ظاهراً على جميع الأديان عالياً عليها غالباً لها ، ولو كره المشركون ذلك ، فإنه كائن لا محالة . قال مجاهد : ذلك إذا نزل عيسى لم يكن في الأرض دين إلاّ دين الإسلام والدّين مصدر يعبر به عن الأديان المتعدّدة] (37)
6 ــ المهدي عليه السلام قائد الغربـــاء
الغرباء في المصطلح الحديثي هم المستبقون من الصالحين المحمديين وأعوانهم في آخر الزمان والمرهون بهم عملية التحضير لظهور خليفة الله المهدي عليه السلام ومنهم أصحابه الإلهيون
[ الأمة المعدودة ] (38)
وهو مصطلح مقارب لمصطلح الأبدال في القرآن والحديث النبوي وسماتهم هم المغيرون والمصلحون في أمة جدهم الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهم محددون بظهورهم وثباتهم ودورهم التاريخي ، قد استبقاهم العلي القدير في فلسطين تحديدا والشام عموما يأتون لخليفتهم المهدي عند خروجه ويتبعون خطاه في تحرير القس في زمن النهاية وهم قد حددهم النبي الأعظم في أكثر من مصطلح بالطائفة المنصورة والغرباء والأبدال وخليفة الله المهدي هو خليفتهم وقلتهم قدرية وقد منحهم الله تعالى سره وعلمه وجندهم واستخدمهم لدينه..
ومنحهم كراماته فهم الأشداء الصابرون وهم أول من يبايع خليفة الله المهدي عليه السلام وهو مسند ظهره على جدار الكعبة وحين يلقي بيان ثورته وعدله يكونون جواره ، وهم مادته وقواده ..
[..عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ] (39)
[..عن شريح بن عبيد الحضرمي ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
[ إن الإسلام بدأ غريبا ، وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ، ألا إنه لا غربة على من مات في أرض غربة غاب فيه بواكيه ، إلا بكت عليه السماء والأرض ] (40) ..
وفي مصادرنا بكت السماء الحسين عليه السلام .. وتبكي اليوم عترته من أهل البيت وأنصارهم في الأرض عليهم السلام أجمعين .. (41 )
فهم المصلحون وإمامهم منهم رجل صالح في القدس يكون .. وفي القدس رجالة الصلحاء الصالحون المرابطون الغرباء في وعيهم وعلمهم وثقافتهم ، يحملون مشروعهم الرباني المقاوم .. بالعلي يستعلون وبثورتهم ينهضون ولإمامهم طائعون لا يضيرهم من خالفهم .. وفي السياق روى أيضا عن
[.. كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مِلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الدِّينَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْحِجَازِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا وَلَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِنْ الْحِجَازِ مَعْقِلَ الْأُرْوِيَّةِ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَيَرْجِعُ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي ] قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ (42)
و عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ قِيلَ وَمَنْ الْغُرَبَاءُ قَالَ النُّزَّاعُ مِنْ الْقَبَائِلِ] (43)
- والغرباء هم قواد الثورة الإحيائية ونزاع فتيل الخصومة والحروب وهم الموحدون في أمة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله الطاهرين يهيئون الأمة للوحدة والتعبئة لثورة المهدي خليفة الله الموعود عليه السلام وهم الذين لا يتوقفون عن ذكره ووعد الحق فيه عليه السلام وهم في زماننا الظاهرون ولا يعرف فضلهم إلا قلة من خلق الله تعالى ومعظمهم في الشام يتقدمون بغربتهم نحو تحقيق أهدافهم السامية في تحرير الأرض والإنسان توطئة لظهور إمامهم السيد المهدي المرتقب ..
يجيئون في زماننا والردة العربية تسود وجه المنطقة والتاريخ ..
شهداء على الناس مستشهدون من أجل رسالتهم المقدسة غرباء في عطائهم الثوري والقتال ضد أعدائهم اليهود وكل الظالمين يقاتلون مقاتل خليفتهم المهدي الموعود عليه السلام على امتداد الساحل الشامي يتقدمون نحو أهدافهم لا يترددون ولا يتراجعون رغم حجم المؤامرة من كل اليهود والمتغربين البوشيين !!
[ ..عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَنَّةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا ثُمَّ يَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ الْغُرَبَاءُ قَالَ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُحَازَنَّ الْإِيمَانُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا يَحُوزُ السَّيْلُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْرِزَنَّ الْإِسْلَامُ إِلَى مَا بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا ] وروي أيضا : ..
عن مجاهد قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله الطاهرين ) :
[ إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء ] .. (44)
عَنْ سَهْلِ بن سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ إِنَّ الإِسْلامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ:"الَّذِينَ يُصْلِحُونَ عِنْدَ فَسَادِ النَّاسِ ] . (45)
وفي قراءة مجموع الأحاديث نرى محددات هذه الطائفة الصابرة المرجوة والطليعة الريادية المكنوزة وحاملة سر النور الإلهي وأمر خليفتهم المهدي الموعود عليه السلام . وهم كما حددهم النبي الأكرم r حين سأله صحابته رضي الله عنهم .. قال : في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس .
7 ـ المهدي قائد الطائفة المنصورة :
[ قال قتادة في قوله : { قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى } قال: خصومة عَلَّمها الله محمدًا صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يخاصمون بها أهل الضلالة. قال قتادة : وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول :
لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين ، لا يضرهم من خالفهم ، حتى يأتي أمر الله ] .
قلت: هذا الحديث مُخَرَّج في الصحيح .عن عبد الله بن عمرو .] (46)
وأمر الله هو خليفة الله المهدي الموعود والمخلص للأمم من الظالمين
[قَالَ النُّعْمَانُ عَلَى الْمِنْبَرِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ :
[ لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ لا يُبَالُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ , قَالَ النُّعْمَانُ: فِيمَنْ قَالَ إِنِّي أَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ ؟ فَإِنَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ:
{ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكَمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ . } (47)
وهي حقا الطائفة المنصورة والتي استعلى الباري عز وجل بها في الأرض وجعلها فوق الذين كفروا من اليهود والأمريكان وعملائهم .. فهم ينوبون عن خليفتهم في غيبته وحتى ظهوره عليه السلام . في الشام يستعلون وفي بيت المقدس يشتعلون ويقاتلون ويقتلون .. وينتصرون ..
[ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ لَنَا فَيَقُولُ لَا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ ] (48)
[عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ] . (49)
[ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ ، قَالَ: [ لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ يَغْزُوهُمْ، قَاهِرِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ نَاوَأَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمَرُ اللَّهِ ، وَهُمْ كَذَلِكَ ] ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَأَيْنَ هُمْ ؟ قَالَ : [ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ . ] (50)
[عن أبي أمامة الباهلي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
[ لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين ، لا يضرهم من خالفهم ، إلا ما أصابهم من لأواء ، فهم كالإناء بين الأكلة ، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك ] . قالوا : يا رسول الله ، وأين هم ؟ قال : [ ببيت المقدس ، وأكناف بيت المقدس ] (51)
وهكذا يحدد السياق النبوي الشريف أن مقام هذه الطليعة الصابرة المرجوة والمخبأة في علم الله الأزلي لحين ظهور إمامهم الصالح ليجاهدوا معه الكافرين وكل الظالمين بإتجاه إقامة العدل ودولة القسط الإلهية وفلسطين وبيت المقدس هي ختام العواصم و مقام دار خلافة المهدي عليه السلام .. كما هو موضح في سياق مبحثنا . وعلى أنصار المهدي الربانيين الذين اكتنزتم الله العلي في الأرض المقدسة أن يعلنوا انحيازهم ومشروعهم الثوري الروحاني في قلب الأرض المقدسة فإنهم ذخر الله في الأرض ووقود ثورة الله في بلاد المجد القدس ..
8 ــ المهدي الختم الإلهي للنبوة :
: النبي محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين هو المسك الأعظم وحامله لجيل الحقيقة المحمدية هو خليفة الله المهدي عليه الصلاة والسلام المنغرس في قلب الشام وخراسان ومكة ـ وحدة التاريخ ــ وهو إمام العالمين والصالحين " أبو صالح " عليه السلام يحمل مشروع الإصلاح والثورة .. أبو عبد الله : يقدم أنموذج العبودية الخالصة لله .. القاسم الفاصل بين الحق والباطل على خطى جده .. قادم في أظهرنا ليقيم العدل والدين وخلافة الله وختم النبوة ..
هذه هي مفاتيح النور تنطق بالحق عبر كل التواريخ ، من أفــواه الأئمة النورانيين بقدومه عليه السلام
.. وإن هذه الأنوار الإلهية الأزلية المحمدية لا يحملها سوى المهدي خليفة الله المستعلي عليه السلام ليزيدها توهجا ونوراً وصعودا.. وها هم حجج الله وبوابات النور يدخلون اليوم في أرض القدس مبكرا.. نقولها بلا حدود وبلا حرج! يرسمون لخليفة الرب الأعظم طريقا من قلب الأرض المقدسة إلى مكة النورانية ، ويحققون لجدهم الوعد الصادق ...
{إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب} ..
وفي تبيان الموعد وحقيقة الختم الإلهي للنبوة بالمهدي عليه السلام كلمة الرب الأعظم {بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين .. وسر تحولنا نحو ختم النبوة بالخلافة والعدل .. يقول صلى الله عليه وآله الطاهرين :
[ والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لختم الله بنا هذا الأمر كما فتحه ]
وقال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين :
[ بنا فتح هذا الأمر وبنا يختم ]
وقال صلى الله عليه وآله الطاهرين :
[ المهدي منا ، يختم بنا الدين كما فتح ] (52)
.. فالمهدي صلى الله عليه وآله الطاهرين هو بضعة النور النبوية المدخرة لخلاص العالمين والخاتمة لدين النبي محمد في بوتقة العدل وهو المخلص للأمم من الفتن..
وهو قوله صلى الله عليه وآله الطاهرين :
[ لا بل منا يختم الله له الدين ، كما فتح بنا ، وبنا يُنقذون من الفتنة كما أنقذوا من الشرك ] (53)
فهو عليه السلام محطم الأغلال وقاتل الظلمة ، والمستغلين ، وقاهر المستكبرين ، وهو حديث النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين
لعلي أمير المؤمنين عليه السلام :
[ يا علي بنا فتح الله الإسلام وبنا يختمه ، بنا هلك الأوثان ومن يعبدها ، وبنا يقصم كل جبار وكل منافق ، حتى إنا لنقتل في الحق مثلما قتل في الباطل ، يا علي .. إنما مثل هذه الأمة مثل حديقة أطعم منها فوج عاما ، ثم فوجا عاما ، فلعل آخرها فوجا أن يكون أثبتها أصلا وأحسنها فرعا ، وأحلاها جنىً ، وأكثرها خيرا ، وأوسعها عدلا وأطولها ملكا ، يا علي .. إنما مثل هذه الأمة كمثل الغيث لا يدري أوله خير أم آخره ، وبين ذلك نهج أعوج لست منه وليس مني يا علي . ]
وفي تلك الأمة الفلول والخيلاء وأنواع المثلات ، ثم تعود هذه الأمة إلى ما كان خيار أوائلها .. الحديث ] (54)
والسؤال لأمير المؤمنين عليه السلام قال :
قلت : يا رسول الله .. أمنا المهدي أم من غيرنا ؟ فقال :
[لا بل منا يختم الله بنا الدين كما فتح ، وبنا يُنقذون من الفتنة ، كما أنقذوا من الشرك ، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة ] (55)
كما ألف بين قلوبهم المعصوم لهذا ليزيدها توهجا ونوراً وصعودا.. وها هم حجج الله وبوابات النور يدخلون اليوم في أرض القدس مبكرا.. نقولها بلا حدود وبلا حرج! يرسمون لخليفة الرب الأعظم طريقا من قلب الأرض المقدسة إلى مكة النورانية ، ويحققون لجدهم الوعد الصادق
{إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب}
. وفي تبيان الموعد وحقيقة الختم الإلهي للنبوة بالمهدي عليه السلام كلمة الرب الأعظم وسر تحولنا نحو ختم النبوة بالخلافة والعدل ..
9 ـ دلائل ختم النبوة بالمهدي :
يقول صلى الله عليه وآله الطاهرين :
[ والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لختم الله بنا هذا الأمر كما فتحه ] ..
وقال صلى الله عليه وآله الطاهرين :
[ بنا فتح هذا الأمر وبنا يختم ] (56)
وقال صلى الله عليه وآله الطاهرين :
[ المهدي منا ، يختم بنا الدين كما فتح ] (57)
[ المهدي منا يختم الدين به كما فتح ] (58)
[ عن أبي معبد قال : قلت له سمعت إبن عباس يذكر في المهدي شيئا ، قال : نعم سمعته يقول :
[ والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لختم الله بنا هذا الأمر كما فتحه وقال : بنا بدئ الدين وبنا فتح هذا الأمر وبنا يختم ]
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين
انتهت بحمد الله تعالى الحلقة الأولى وتتبع الحلقة الثانية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق