الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

الحلقة الخامسة : مصطلح القيادة الإلهية الثورية في القرآن – الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي



مصطلح القيادة الإلهية الثورية في القرآن
الشيخ والمفكر الاسلامي
محمد حسني البيومي الهاشمي
الحلقة الخامسة

أولا ــ تعريف القيادة كمفهوم :
سليمان النبي التحدي لحزب الشيطان:
النورانية في مواجهة خط الإلحاد والوثنية :
قال الله تعالى :
{وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ } : النمل24


وفي الآية الكريمة يظهر الإعجاز الرباني في العطاء الإلهي للقيادة الوارثة ،
والمراد هو تأكيد رسالة العدل والتمكين وقوة حشد الجماهير والخلق للمراد الإلهي في النبوات المصطفاة .. هم قادة " حزب الله " في زمنهم ورسالتهم .. وأن يكون
[ الهدهد ] بقلته الخلقية هو السفير المتجول وحامل السر والملف الأمني المعجز في دولة العدل ..
فهذا قدر معجز في بيان الحق الإلهي للقيادة الإلهية

المواجهة مع حزب الشيطان :

واليوم يقف حزب الشيطان منتكسا رأسه تحت قدميه من خزي المذلة وهو يدور يعفر ويحثو التراب على رأسه وهو يرى حالة خروج المهدي وسقوط المملكة البوشوية الشارونية قد اقترب .. وأن صواريخ المهدي المدوية على رؤوس عواصم الوثنية وعبدة الشيطان .. وعرب أميركا قد اقترب .. إن لم يصبح وشيكا ..
وفيه بيان قوله تعالى :

{فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ }سبأ16
[وقوله تعالى : { فأعرضوا } أي عن توحيد الله وعبادته وشكره على ما أنعم به عليهم وعدلوا إلى عبادة الشمس من دون الله كما قال الهدهد لسليمان عليه الصلاة والسلام { وجئتك من سبإ بنبإ يقين * إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم * وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون } وقال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه : بعث الله تعالى إليهم ثلاثة عشر نبيا وقال السدي : أرسل الله عز وجل إليهم اثني عشر ألف نبي والله أعلم ]
تفسير ابن كثير ج1/ 700
قوله تعالى : " لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور (15) فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل (16) ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور (17)

وأنموذج العدل وقائد المملكة يتقدم لنشر العبودية والرسالة ، ويخلق من خلال المعجزات المدوية حالة من التهاوي السريع وانقلاب شمولي على المركب الوثني لحكومة المرأة العجوز المتحكمة فى العقل الإنساني الى درجة الاستخفاف العقلي .. ولكن رسالة العدل لم تعيدهم للقيم التوحيدية رغم إيمان الملكة السبأية ، وكان الإعراض هو تاج الغرق .. وفيه قول الحق :

{اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ }النمل : 28
{قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ }النمل : 32
{قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ } : النمل29
{قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ }
: النمل : 39
ورغم الانبهار كان الملأ يزيفوا حقيقة كتاب الحق والبسملة وحق محتوياتها المعجزة .. وهذه هي حالة الحكام الأرضيين اليوم وهم يتمردوا على الحقيقة الإلهية ويفتح العملاء السبأيين الجدد أرض المسلمين لتخزين أسلحة أميركا النووية وتحويل الأرض المفتوحة بالدم الى مقامات لبقايا النفايات النووية ..
والأمة أمام هذا التمرد الجمعي الشيطاني وهيمنة حكومة الشيطانة كونداريزا رايس السبأية السوداء ...
تقف بمقاوميها ومخلصيها تنتظر المخلص الأكبر لآل محمد الطاهرين
{وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ }النمل43

وفي مواجهة حالة الشك في التحرير من الجموع رغم القوة .. كان الخيار المبهر المعجز والعناية الإلهية المبهرة في إسقاط الحقيقة الوثنية وحالة الغرور السياسية والتي يقف معها بالطبع حالة التزييف والتعبئة من جوقة فقهاء البلاط ومنظري الزيف وهي الحالة المتكررة ذاتها في واقع التحدي الموسوي للمركب الوثني الفرعوني المتأله . وهذا الخلاص المرتقب في ظلال الإيحاء في معاني التجربة يؤكد اليوم على أهمية الحضور المهدوي المعظم وعلى حضور جماهير المهدي الصالحين ..

وهو بيان قول الحق تعالى :
{قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }النمل40
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } الرعد43
وهنا نكتشف السر وكلمة السر في الخلاص الأممي في الحاملين لعلم الكتاب .. وهوإسم الله الأعظم أو بركة منه .. وسنرى هذا التباين في الحالتين القرآنيتين ،
.. في خطاب الآية الأولى تؤكد على الحالة السليمانية المخصوصة وهو :
{ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ }
وقد تحدى الكفر وأسقط مشروعية حزب الشيطان في الحالة السبأية ....
ولكن في سورة الرعد يبدو لنا البيان وكشف روح التجلي المقبل وهو قوله تعالى :
{ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }

والخطاب الثاني : موجه للحالة المحمدية المواجهة في آخر الزمان
والذي عنده علم الكتاب المعجز هو
[ أمير المؤمنين علي عليه السلام ] وقد احتوت سورة الرعد المباركة على هذه الثنائية المقدسة
[ النبي محمد صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام ]
وما أصطلح عليه " بالحالة المحمدية العلوية "
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }
: الرعد7

جاء في التفسير:
[ عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت : { إنما أنت منذر ولكل قوم هاد } وضع صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال : أنا المنذر { ولكل قوم هاد } وأومأ بيده إلى منكب علي فقال : أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون بعدي]
تفسير الطبري ج7/341 قوله تعالى : " ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد /7 = الشوكاني : فتح القدير ج3/99 قوله تعالى " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال (11)
= تفسير الدر المنثور ج4/608 قوله تعالى : " الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار( 8)

..نفس المصدر السابق 1041 مسند أحمد بن حنبل ج1/126 رقم =
{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }يونس58


وفي الثنائية التفسيرية أيضا يشار : الى أن الفضل والرحمة هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام .. والفرح هو فرح آل محمد والمسلمين والأمم بظهور خليفة الله وحجته المهدي الموعود والمخلص العتيد عليه السلام ..
وهذه الثنائية نراها متكررة في كل سور القرآن مشيرة الى التمكين والظهور والاستخلاف وهو بالمختصر فرح آل النبي محمد عليهم السلام في العوالم بظهور وليهم وولي كل الثوريين الربانين في كل الأرض .. ونرى ذلك بوضوح : في جميع تجارب الأنبياء عليهم السلام وتحديدا الخيار الموسوي الهاروني والخيار الداوودي السليماني .
وهي ثنائية مسيطرة على القرآن وفي كليتها القرآنية تؤكد روح التحدي الإلهي في القيادة الإلهية المحمدية الخاتمة .. في مواجهة أهل عداوتهم .. وتختم كما قول الكلية القرآنية والحديث النبوي بخليفة الله المهدي المنتظر لدى الشعوب والأمم عليه السلام وهو الذي يملأ الأرض ــ كل الأرض ــ عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا " ... .. " بنا بدء الدين
وبمهدينا يختم " ... الحديث

وقد فصل موضوع الختم النوراني للنبوة بالمهدي عليه السلام .
في كتابنا :
[ المهدي : النزول ـ الخروج ـ تحرير القدس ]

... علم الكتاب سر الله في التكوين والخلق وهو مرادنا وغايتنا من إسم الله الأعظم نفتح به الفتوح ونسقط به شرعية الطغيان والمستكبرين الخاسرين.. وننكس به رأس الشيطان الأكبر وبؤرة المفسدين ونفقأ به بؤبؤ الدجال في عينة الطافية المتدلية !! واللامعة المخزية من عار الغضب لسقوط أورشليم وروما وكذا مدريد و أوسلوا وأنا بوليس .. وكل مقاعد ومحطات العار التي يهرع لها عرب أميركا خدمة للخبيث إبليس والدجال !!

{ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ }المجادلة19

كلمة السر : الذي عنده علم الكتاب :

قال تعالي في إبراز قيمة روح التحدي الإعجازي الإلهي لدولة حزب الله :

{قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }النمل /40

الأنموذج المراد غايته من الخطاب القرآني هو تبيان سر العلاقة بين البسملة وهي رمزية بدء الخلق وآل النبي محمد عليهم السلام : التوجه بآل محمد من سليمان النبي عليه السلام " قال أمير المؤمنين عليه السلام :
نحن النقطة التي تحت الباء في البسملة : تحديد القيادة السليمانية بالخيار الخاتم المأمول وهم النبي وآله المطهرين

{إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } : النمل30
وقد ذكر القندوزي رحمه الله : في : ينابيع المودة :
[ وفي الدر المنظم اعلم أن جميع أسرار الكتب السماوية في القرآن وجميع ما في القرآن في الفاتحة وجميع ما في الفاتحة في البسملة وجميع ما في البسملة في النقطة التي تحت الباء . قال الإمام علي كرم الله وجهه ــ وعليه السلام والرضوان ــ
: [ أنا النقطة الني تحت الباء . ]
وقال أيضا : [ العلم نقطة كثرها الجاهلون والألف وحده عرفها الراسخون
وقال أيضا : [ سلوني عن أسرار الغيوب فإني وارث علوم الأنبياء والمرسلين ]
ــ أخرج ابن المغازلي بسنده عن أبي الصباح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
[ لما صرت بين يدي ربي كلمني وناجاني فما علمت شيئا إلا علمته عليا فهو باب علمي ]
ينابيع المودة : للعلامة الفاضل سيخ سليمان القندوزي الحنفي الجزء الأول : الباب : الرابع عشر ص69 ط1/ في استانبول بإذن نظارة المعارف الجليلة ــ حسب المسجل في الطبعة ــ منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت ــ لبنان
وهنا ينكشف جليا من هم الراسخون في العلم و القرآن .. ومن هو :
[الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ ] غير الإمام علي عليه السلام ومن هو لقمان الحكيم في القرآن غيره عليه
هو العطاء الإلهي في رحلة الإسراء و.. هذا مقام أمير المؤمنين في عرش الرحمن .. ذلك هو الإمام المبين في القرآن الذي أحصى الله تعالى فيه كل سره

وهو قول الحق العلي :
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } : يس12
يراجع للتوسع : قراءتنا في : مصطلح " سلطانا مبينا في القرآن " ..

: أي النبوة وختم الرسالة بالولاية : " بنا يختم " وربط النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأنموذج المهدوي المحمدي بالمقام السليماني :
[ فروي أن جميع ملوك الدنيا كلها أربعة : مؤمنان و كافران فالمؤمنان سليمان بن داود و الإسكندر و الكافران نمروذ و بخت نصر و سيملكها من هذه الأمة خامس و هو المهدي ]
القرطبي : التذكرة ج1/ 684 باب ما جاء في مكة والمدينة وخرابهما
وعن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال:
[ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ملك الأرض أربعة؛ مؤمنان وكافران، فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان، والكافران نمروذ وبخت نصر، وسيملكها خامس من أهل بيتي ]
أخرجه ابن الجوزي ، في تاريخه. = عقد الدرر في أخبار المنتظر : الفصل الثالث: '' في ما يجري من الملاحم والفتوحات المأثورة خارجاً عن ما سبق آنفاً من الأحاديث المذكورة ''
وفي الحديث النبوي تأكيد إضافي على ختم الملك الإلهي بخليفة الله المهدي عليه السلام وهو الخاتم الفاتح المبارك لكل الأرض .. وهو التجسيد لحتمية انتصار حزب الله على حزب الشيطان ، والحديث يقسم بذاته الحالتين إلى حالة العالمية الوثنية والكفر العالمي " نمروذ وبخت نصر " وحالة العالمية الإسلامية ودولة العدل الإلهية
" سليمان والمهدي عليهما الصلاة والسلام .... وهما رموز العدل الإلهي في الأرض .. لكن الختم لا يبكون إلا لمن بدأ الرحمن به الخلق والنبوة وهم محمد وآل محمد الطاهرين .. وسيختم بهم الخلق والدنيا : " العالمية المحمدية مركزية العالمية الإسلامية "

الختم النوراني للقيادة الإلهية

[حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سريج بن النعمان ثنا حماد عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن رجل قال قلت :
يا رسول الله متى جعلت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد ]
ج 5/379 رقم 23260 .. و ج4/66 رقم 16674 16674 تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح : الناشر مؤسسة قرطبة القاهرة = فتح القدير للشوكاني ج4/380 في قوله تعالى : قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا 17 " = المستدرك على الصحيحين ج2/665 رقم 4209
الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1411 - 1990

[ حدثنا خيثمة ثنا أبو جعفر محمد بن علي الطبري بصور ثنا حفص بن عمر البصري ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قالوا يا رسول الله متى كنت نبيا قال وآدم منجدل في طينته ]

الكتاب : الفوائد المؤلف : تمام بن محمد الرازي أبو القاسم ج 1/240 رقم 580
الناشر : مكتبة الرشد – الطبعة الأولى ، 1412


[قلت وزاد العوام فيه : " وكنت نبيا ولا أرض ولا ماء ولا طين " ولا أصل له أيضا ]
الدرر المنتثرة ج1/351 " ورد الحديث في [ 63 ] مصدرا من مصادر السنة المحمدية


وفي كتابنا : المهدي عليه السلام :

[روى عبد الرازق بسنده عن جابر بن عبد الله بلفظ قال: قلت:
يارسول الله بأبي أنت وأمي، أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء,
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
[ يا جابر إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جني ولا إنسي, فلما أراد الله أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء فخلق في الجزء الأول القلم ومن الثاني اللوح ومن الثالث العرش ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء فخلق من الأول السماوات ومن الثاني الأرضين ومن الثالث الجنة والنار ثم قسم الرابع أجزاء من الأول نور أبصار المؤمنين ومن الثاني نور قلوبهم وهي المعرفة بالله ومن الثالث نور إنسهم وهو التوحيد ]
.. روى عبد الرازق بسنده عن جابر بن عبد الله بلفظ قال: قلت:
يارسول الله بأبي أنت وأمي، أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء,
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
[ يا جابر إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جني ولا إنسي, فلما أراد الله أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء فخلق في الجزء الأول القلم ومن الثاني اللوح ومن الثالث العرش ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء فخلق من الأول السماوات ومن الثاني الأرضين ومن الثالث الجنة والنار ثم قسم الرابع أجزاء من الأول نور أبصار المؤمنين ومن الثاني نور قلوبهم وهي المعرفة بالله ومن الثالث نور إنسهم وهو التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ] كذا في المواهب

كشف الخفاء للعجلوني ج1/ 310 رقم 827

.. وفي أحكام ابن القطان فيما ذكره ابن مرزوق عن علي ابن الحسين عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
[ كنت نورا بين يدي ربي قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام ] انتهى المواهب
نفس المصدر السابق
.. ونقل العلقمي عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده مرفوعا أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال :
" كنت نورا بين يدي الله عز وجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام)

نفس المصدر السابق = النبهاني: الأنوار المحمدية ص10- 11

ثالثا ــ فقه القيادة الربانية
المؤسسة الثورية
1ــ " فقه العلاقات


2ــ فقه التطير الذاتي ـ المرجعية الحسابية المؤسسية ــ تنمية دوائر استخلاص العبر من الأخطاء المؤسسية ــ سياسات طرح البدائل ــ القدوة القيادية
المؤسسية ـ العمل الثوري ليس مشروع بطالة ــ العلاقات التغريبية الداعمة ليست بنائية ــ نبذ القيادات النفعية والشركاتية ـ الفقه التعاوني القرآني وأدلته " ...
3 ــ رفض الذاتية والمصالح الشخصية " الفكر الأنوي "
والعمل على إعلاء غايات المشروع الإلهي ــ الإعلام والتعبئة الإيمانية لا التعبئة التحريضية : التوحيد لا التفريق " واعتصموا ـــ أساسيات الفكر التوحيدي هو الأنموذج
4ــ إنسان حزب الله هو المرشح لغايات التنظيم التغييري ــ رفض تصدير أنموذج الثورة المضادة وقوانين الانتقام المذهبي والطائفي : المؤسسات غير الطائفية ــ شمولية التعبئة تعني شمولية الاستفادة ومقاطعة سياسات التحريم بالجملة ــ ورفض تصدير الفقه التمزيقي في الأمة وربطه بسياسات التوزيع العادلة : أي رفض حصر المساعدات في المؤسسات الربانية على أفراد حزب الله ـ المؤسسات الثورية المفتوحة تتطلب قيادات أصولية منفتحة غير فئوية
5ــ رفض تصدير سياسات الفتاوى التحريمية والفكر الإكراهي
" ولا تكرهوا ... " فكر الأمة للأمة وحزب الله هو حزب الأمة وإنسان حزب الله هو إنسان الأمة ـ " مصطلح الأمة وأنموذج المطهرين ..
6 ــ قادة آل البيت عليهم السلام هم قادة العدل ..
ــ تعبئة الأمة والجماهير على سياسات العدل وإعلاء

ثالثا ــ المؤهلات القيادية :

1 ــ القيادة المناضلة ودورها " مفهوم القيادة التاريخية " :

وفيها عناوين نسجلها لبحوث قادمة ..

: الأقدمية ليست التاريخية ــ القيادة المؤسسة ليست تاريخية ــ أبعاد القيادة التاريخية وأدلتها ــ القيادة الأصولية التاريخية ـــ القيادة الفقهية ــ رفض كل أشكال الصنمية القيادية والتأليه القيادي ــ " ــ مفهوم القيادة الرمزية ــ سياسات الرمزية القيادية ــ تقدير وإعلاء القيادة المنهجية ــ قيادة المطهرون وأدلتها : " الأنموذج النبوي والأئمة عليهم السلام ــ الأنموذج الموسوي الهاروني ــ أنموذج لوط النبي المطهرون : " أخرجوا آل لوط من قريتكم ... " " ونجيناه وأهله .. " ــ القيادة الوصولية بوابة الاختراق الأمني والمنهجي ــ مؤهل القيادة الصالحة التطهيرية المشهودة والمشهود لها .. ــ تاريخية القيادة الأصولية مميزة بشروطها ــ

2ـ قيادة قادرة على التأصيل الفقهي الثوري :

القيادة الإلهية هي المرجعية الفقهية .. " وحدة الإفتاء الأصولي ــ الإفتاء الثوري الروحي قاعدة المنهج التغييري ــ الثقافة التغييرية نتاج الفقه الثوري ــ الثقافة السياسية ومخاطرها على الفتوى ــ المشايخ النظاميين والفتوى ــ فقهاء الأزمات ــ فقهاء الدم " لأقتلنك " ...
" الفكر القابيلي وفكر المؤامرات الفئوية يخلق الأنموذج التآمري وفكر التصالح مع العدو المركزي ـ وتحويل النصوص الإفتائية إلى خنجر في قلب الأمة والمشروع الإلهي ــ رفض تسلل مشايخ التكفير لسلم القيادة التغييرية ــ التكفير المجتمعي مخالف للمنهج الإصلاحي ــ المنهج الإصلاحي هو الفكر المهدوي وفكر المهديين ــ المشروع المهدوي العادل البديل ــ القيادة الروحية الأنموذج تسقط مشروع الوسائط النفاقية ــ الكوادر الفقهية الروحية التوحيدية غير المذهبية هم المنفذون لمقام جليل الثورة القيادية ..
ــ القيادة الفقهية العادلة ملهمة ومختارة ورجالهما إلهيون مختارون " المرجعية الإلهية " ..

3 ــ القيادة التحريرية " تحرير الأرض والإنسان "

[ حرب التحرير الشعبية ـ التحرير من الثقافات المتغربة والمضادة لروح الإنسان ـ سياسة المواجهة مع الثقافات الوثنية " الإشراكية " ـ الثقافة السياسية والتحليلية المواجهة ــ سياسات نبذ العنف والقتال الداخلي " التذابح الفئوي والداخلي ــ تصدير فكر المقاومة للسياسات المتغربة ــ مواجهة سياسة المقاومة غير المنهجية ــ تعبئة الأمة بالفكر التنظيمي وسياسات الوعي الأمني الروحي والتوكلي وكشف سياسات المستكبرين ورواد الفكر الشيطاني .

4ــ قيادة حزب الله الإلهي "
القيادة الجماهيرية المبنية على قاعدة حزب الله ."


ــ القيادة الموحدة غير المبنية على سياسة التحالفات والحلول والتوفيقية والمصالح الدنيوية ــ رفض الخيارات النفاقية في القيادة ــ مواجهة الثقافة النفاقية ـ رفض المنهج الشركاتي في القيادة " الأنموذج الليبرالي الأمني " السي آي إيه ـ الأمن القومي الغربي الشركاتي ـ الأنموذج الأعرابي الفريسي نهاية حركة التاريخ ــ سياسات النهب التنظيمي والوسائط ـ إبراز نظام المحاسبة من خلال إعلاء الهيبة التنظيمية والروحية لإنسان حزب الله ــ خلق أنموذج الولاية في الفكر الإعلائي : " الأعلون المؤمنون " ــ الإعلائية القيادية تعني مركزية القيادة الإلهية ــ القيادة الاصطفائية ومدلولاتها ــ القيادة الموعودة ربانيا : " المصلحون الغرباء " القيادة الإصلاحية لا تعني القيادة التوفيقية بل ربانية القيادة ــ

ــ رابعا : المشروع الثوري الإلهي


قواعد المشروع التغييري في الثورة

" قيادة قادرة لربط المشروع الإلهي بالمصالح الدنيوية " الصبغة الإلهية " ـ القرآن مشروع إلهي أرضي غاياته أخروية ــ الخيرية في المركب التغييري ــ أنفعهم للناس ــ الأدلة الحديثية ــ الأولويات والتبني على مستوى المشروع السياسي والاجتماعي ــ التأكيد على الثوابت مع المخالفين وبيان القدرة التأثيرية على البنية البنائية المجتمعية ــ تثوير المؤسسات الثورية فكريا وسياسيا واجتماعيا ــ سياسات التفرغ في الأفراد " رفض الإتكالية ، التفريغ المالي ــ إنسان الثورة لا إنسان الشركة ــ
" الشركة الثورية " ـ القيادات المؤسسية الربانية وثقافتها المؤمنة بالثورة لا على أساس الشهادات الدنيوية وتزكيات
شهادات الزور "
: كتابنا الغيبة : أشكال الشهادات

ــ رؤية للعمل التغييري الثوري :
ــ الرؤية الروحية :

ــ الرؤية السياسية والإستراتيجية : " تطلعات وآفاق المستقبل ــ الاستشراف القرآني والتحليلي السياسي " قيادة تحليلية ــ قيادة أمنية برؤية أمنية توكليه تأخذ بالعلوم و التجارب الأرضية
ــ الرؤية التنظيمية : وعلم التنظيم كعلم ــ العقلية التنظيمية الأمنية ..
ــ الرؤية الرقابية في القيادة : " الرقابة الرقابية الربانية ــ الذاتية ـ إسقاط النصوص على الخطط الرقابية الذاتية ــ المحاسبة الذاتية " كتابنا : الغيبة مثال ــ علم الرقابة
ــ المشروع القادر على الرد والحلول :
ــ قضية فلسطين المقدسة قاعدة المشروع الإلهي
ــ القيادات المركزية في المشروع التغييري
ــ القيادات التغييرية المرتبطة بها والقادرة على تحقيق غاياتها
ــ الغايات المرجوة في الثورة الإلهية
ــ تحرير الأرض والإنسان :
1ــ تحرير الإنسان :

ويوجز هذا العنوان في تأكيد قضية التحرير الإنساني من قيود وأغلال الواقع الأرضي الظالم وحالة الطغيان الملكي الوراثي وأنظمة الجور المستبدة الطاغية وتحرير الإنسان من قيود القوانين المستغلة وسياسات التبعية والأحلاف الوثنية الناهبة .. وتحريه بالكلية من الفكر والعقائد الماشيحانية والممثلة في المنظومات الذيلية الحاكمة في البلاد المسلوبة والمنهوبة والمحتلة بأنظمة عسكرتارية قبلية مأجورة ,متسربلة بسريال الغطاء العسكري للدول الناهبة .. وتحريره من فكر وإيديولوجيات القوة القهرية وبروليتاريا العسكر والمنهج العمالي الزائف ومناهج الذبح الستالينية القائم على الدموية القهرية في تثبيت الفكر اليساري الرجعي والقائم على الفكر الإلحادي من خلال فرض المصطلحات البديلة للمصطلح الإلهي بمصطلحات يهودية وثنية وهي أصل الماسونية السوداء والزرقاء في قلب موسكو والصين وفرنسا معاقل الوثنية الأيديولوجية ومثال ذلك " مصطلح اليسار الثوري " وفي القرآن النقيض : " مصطلح اليمين الثوري وهو مصطلح قرآني وفيه قوله

تعالى : {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ } :الواقعة27
{لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ } : الواقعة38
{وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ } : الواقعة90
{فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ } : الواقعة91
{إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ } : المدثر39
وفي قراءة مفصلة لمصطلح " اليسار الثوري " سنراه محاولة تآمرية على المصطلح الإلهي والبديل الوثني المتناغم مع المصطلح القرآني :
" أصحاب الشمال " وهم الوثنيون الكافرون والمعبر جليا عن حقيقة حزب الشيطان في القرآن
وهو قوله تعالى
{وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ }الواقعة41
وهم أهل النار والمنكرين لقيمة الحقيقة الإلهية .. وهم الطاغوت الأكبر في المصطلح الديني والكتب السماوية والله تعالى يأمر باجتناب حزب الشيطان الخاسرون وما سماه القرآن في مصطلحاته : ب " الطاغوت ، أصحاب النار ، حزب السعير ، أو " أصحاب السعير " .. وهو المعرف بالعداوة ذكره في القرآن ..

{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ }الملك10
وفي قوله تعالى :
{فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ }الملك11
والقرآن في منهجيته الرسالية التربوية وعبر القيادة الإلهية المصطفاة يؤسس لثقافة الرفض والثورة المعادية لحزب : [ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ] .. ويؤكد عبر الثقافة القرآنية لفكر الثورة على كل المنهجيات الوثنية الشيطانية وحكومات الطاغوت الشيطانية وموارد ثقافته الملعونة ..
قال تعالى :
{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ } : فاطر6
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ }لقمان21
{ وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ }الشورى7
{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ }الملك5

وأمر تعالى في علاه باجتناب حزب الطاغوت وملاحقة أبالسته من الجن والإنس فهم تمثيل لقوى الطغيان الموحد في مواجهة كل الرساليين الموحدين .
وهو الممثل في قوله تعالى بعدم اتخاذ مادة الماسون وحزب الشيطان من اليهود والمشركين من الجن والإنس
فولايتهم الابليسية ولاية موحدة ونقيضه لولاية الله تعالى الموحدة : قال تعالى :

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51
{وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ }الأنفال73
{إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ }الجاثية19

والآيات تكشف عن حالة موحدة من الطغيان الوثني ..
وهو قوله تعالى :
َ { مَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256
{اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة257
{الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }النساء76
{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة60
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }النحل36
{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ }الزمر17

وفي قراءتنا للمصطلح القرآني
[ مصطلح اليمين والشمال في القرآن ]

.. نكتشف القيمة الجائرة من الفكر اليهودي الإلحادي الوثني المبني على عقيدة الحرب على الأديان كما في مقررات الماسونية وتزوير لحقائق التفسير والمصطلح القرآني والذي ترك بصورة وأخرى تأثيرات رجعية مستوردة من الأساطير الوثنية وقصص كتب العهد القديم .

. وقد فصلنا الموضوع في كتابنا :
[ الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية ]

والقرآن والخطاب النبوي الكريمين يؤكدا على ثقافة العداوة ومنابذة فكر التطبيع الحادث مع العقائد والسياسات الإسرائيلية القديمة الجديدة .. وهذه الثقافة الإلهية هي الأساس المركزي في القيادة الإلهية : المثال المتطابق مع القرآن قال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم عن قيمومة القيادة الإلهية الوارثة :
[ علي مع القرآن و القرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ]

الصواعق المحرقة : لإبن حجر الهيثمي ج2/316 ، الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة الأولى ، 1997 = المستدرك على شرط الصحيحين المؤلف : محمد بن عبد الله أبو عبدا لله الحاكم النيسابوري ج3/134 رقم 4628 \ ـ الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت ط1 / 1411 – 1990= = كنز العمال ج 8/897 رقم 32912 الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت 1989 م = الطبراني : في الأوسط ج5/135 رقم 4880 الناشر : دار الحرمين - القاهرة ، 1415

وفيه التلازم الوثيق بين حالة الولاية الوارثة [القيادة الإلهية ] والقرآن الكريم وهذا التلازم التطبيقي الشاهد هو المعبر عن حالة حزب الله الغالبون وهو القادر بقيادته الإلهية على تطهير الأرض من أرجاس اليهودية الشيطانية والمحك المركزي بين القيادة الإلهية والقيادة الشيطانية هو تحرير الأوطان بعد تحرير الإنسان 0
تحرير الأرض :
وفي قراءة المصطلح القرآني وجدنا أن مصطلح [ الأرض المقدسة ] قد جاء
[ لمرة واحدة ] توحيدية 00 وهو رقم توحيدي معجز يعبر في ذات الوقت عن مهمة موحدة ودلاله تعبيرية واحدة 00
وهو قوله تعالى :

{ يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين * قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون * قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين * قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون } ( المائدة : 21 - 24 )
وفي القرآن تؤكد هذه التوحيدية على رمزية واحدة محتومة وهي لا تكون إلا عبر فكر التحدي القرآني المعادي لحزب الشيطان وقاعدته اليوم في " إسرائيل الوثنية "
والقرآن يؤكد على الحتمية التحريرية وهذه هي مهمة الخليفة الإلهي " القيادة الإلهية " وضرورة التهيئة لفكر الخليفة التحريري وإبراز جيل بنائي للحالة المهدوية القادمة وقد حددنا ملامحها في دراسة مهمة مسبقة تؤكد على السياق التحريري المقدس

دراستنا : الأبدال آل البيت قيادتنا ووجهتنا منشورة على شبكة الانترنت على العديد من المراكز والمواقع : انظر موقعنا ( مركز دراسات أمة الزهراء ) :
http://elzahracenter।wordpress.com/2010/06/22
http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/11
http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/11-2

قارئي عاشق مصطلحي انتظر على محطة الموعود القادم قائد نور المصطلح فقد جاء الفجر من نور الهي نفحة نور أسجلها ..
أسجلها ولا أتردد ..
سطوري في الصفحة فأنظر تحت النور تجد النور بنفحة نور ..



قصيدة نثر تغزو الدرس بروح تنطق ترسم نور في مصطلح قيادة الهي نور العشق ..

مصطلح قيادتي إصبر برهة لأعاود درسي ..
وهذي نثرية نور تتفجر توقف درسي برهة ..
من التفسير وعلم المصطلح القرآني ...
لنور يعشق من روح الله ثورة مصطلحي ..
فتغزو درسي رغما عني ....

فينطلق لساني عذرا أنفا عني ..
وهذي نثرية نور تتفجر توقف درسي برهة ..
بالهام فقلت لن أبارحها الصفحة بالمرة ॥

http://mostalahkoraan.blogspot.com/2010/10/blog-post_4988.html

نظرت الساعة بحق اسأل روح الهي ..
الهي طال الشوق أريد وصالي الساعة ..

فأخذتني أبصر نور في وجه رسولي يشرق ....
كاد من عالم الروح ينطق أمر الثورة ....
فانهار الحصن الغيبي المحبوب ...
على رأسي يغزو روحي بلغزي الغيبي ...

يؤصل نورا من وجه رسولي القمري اكتب ولدي ...
وأهدي عشقي وحبي من نور إمامي القائد قادم حتما ..
أخذتني برهة من نور البحث ..
الى نور الوردة من عالم نور ...
من عالم نثر في عالم عشقي ..
تأخذني الساعة دمعة ..

سألت الهي الساعة الهي تأخرت علي بوصال ...
لا احتمل الهي التأخير عن روحك برهة ..
خذني لروح القدس العرشية ...
التمس الساعة عشقي لأنال الحب المتجدد ..
سقط كوب الشاي من بين يدي ..
فقلت الهي أهذي إشارة رمز لعشق أم شارة غضب مني ...
افتح لي من روحك وأنا الرمزي في كل شؤوني ...
افهم نوري برمز الروح ومثال القرآن ثورة عشقي ..
الهي اكشف سري المخبوء بفرج إمامي لنصنع من نورك مجد ..
هذا عجب من شهور حجب النثر وثورة شعر ..

الحق يقول بروحي لا تقلق عبدي ..

حبي نازل وأنا صانع ثورة عشقي ...
من قلب حبيب العشق محمد عليه صلوات الهي ...
بتلاميذ الصرح المأخوذ من قصر السبأ امرأة تملكهم ...
الى حظيرة آل محمد ...
عليهم صلواتي ...
لثورة تغزو الافساد المتجمع في حظير نازي ...
قاتل عشاقي أنبياء نور الرسل في قلب القدس ...
أجمعه من سنين الغيب حتى يأتي الطوفان الموعود ...
وأنا المنتقم لكل عشاقي أحييهم لرائد قلعة حبي ...
خليفتي يقوم بمقام نبيي المعشوق الأول ...

اكتب يا ولدي وعز الهي أنت قرة عين النور ...
هذا وحي يجري على لسان العشق ...
من روح جد الأجداد بمكة ...
يسكن روحي في قلب القدس ...

ويرمم ثورة قدس جوار مقام النور المهجور ...
من الأعراب بغزة هاشم ...
هو قبر جد أبي السيد هاشم عليه سلام الهي البار ...
بأجداد نبي العشق السجادون من عمر الأزل ....
حلمي ومقري في الثورة . .

الهي اسجد شكرا لي من عصارة قلب زكاها ...
زكاها نبييك روح العطر لإمام المجد المهدي الموعود القادم ...

وانتم قرائي أدركوا ثورة عشقي دخلت ...
رغما عني في بوابة مصطلح القرآن لترسم في الموقع ...
رباط الجأش بين قمة نور رباني وثورة عشقي ..
فتبارك من روح الهي موقع نور في التاريخ المتجدد ..
ففتش قارئي عني في موقع أمي الزهراء معلمتي
هو الذي فجر هذي الليلة من روح الهي القدوس..
ثورة نور لثورة عشقي ..
عشق النور في مساحة حظيرة قدس تتدلى الساعة
http://hobelahy.wordpress.com/2010/08/30

أخذت لساني من يوم ميلادي الأول مدخرا لثورة ختم قدسية ..
اصمت خذ كل الدور لثوره زيف الدجال ..
لن اصمت وشمس أبي جد الأجداد عليه صلوات الهي ..
تسيطر على ثورة كفي بشاهد نور ..

يهيمن من روح الله على قلمي في زمن العشق الرباني الصاعد ...
نور لي يغزوني في عمري المحبوب في أبدية ربي الخالق ..
من قلب جداي محمد عليه صلوات الهي وبعلي نور العشق ..
أعلاني ربي بهما ونور قبلة قلبي....
بعصابة نور العشق ترسم على روحي ..
أمي القدسية ...
فاطمة الزهراء عشق التفسير النور ....

يلامس عشق النور النازل من حظيرة قدس ...
حظيرة قدس محمد عليه صلوات الهي نحو القدس ..
كلماتي لا تتوقف أبدا لثورة تفسير تتمجد ...
بين ثنايا التفسير أهديها بعمق الحب العشق ...

يلامس خدي بقبلة إمامي المعشوق ...
المهدي تلامس روحه خداي ...
اصبر حبي اقترب الفجر أوشك .. أوشك ...
اعلم سرك في الكلمات كفالك الى التفسير اذهب ..

والساعة قرائي من يدرك سري ... !!
والساعة قرائي من يدرك سري ... !!

سر الإلهام الجاري ببحر من قلب
ثورة مصطلحي استجمعها الرحمن بلحظة عشق ...
في موقع نور متنور هو ذاته كلمة سري :
( موقع المصطلح القرآني )


http://mostalahkoraan.blogspot.com/2010/10/blog-post_4988.html

فيه أكشف سري من قلب العشق ...
ونور متأجج آتيني برسوم عشيقي في عالم حبي الأول ..
مهدي عوالم يكشف في :
( مصطلح القيادة الالهية )
أدرك بسفينة آل محمد سر الطوفان القادم ...
وهذا موقع مصطلح القرآن الجديد المتجدد ...
يؤصل نور الثورة ...
في مواجهة عمائم زيف في وجه الحالة الثورية ..
عذرا قلمي عذرا أتوقف وبحر النثر لا يتوقف ..
يدركني يسارعني ...
وعيني ترنوا لموقع الحقائق عراقي ...
ينشر نثري وقضية قدس ..
فأفهم بنور بصيرة عشقي ....

هذي لك حقيقة من نور إلهك ...
أدركها لعباد الرحمن قبل الطوفان ...
والمقصود حقائق نور إلهك ...
ستغزوا قلوب أهالي عراق من قلب القدس ..
بورك فيكم نتواصل في الدرس الأول
بنفحة روح إمامي في قلب الدرس المعشوق ..

*******************

تحقيق نظرية ثورة الدفاع عن المستضعفين
ــ النزعات الإنسانية في القيادة الإلهية
ــ العقلية الربانية في المشروع الرباني
ــ خامسا : اتجاهات وأهداف القيا
دة

متابعة البحث
ــ المشروع التحريري العالمي وتصوراته :
ــ المنهجية التحريرية الثورية
ـ الإمكانيات القادرة على تحقيق المشروع
الإمكانيات الإعدادية التنظيمية
ــ الإمكانيات التعبوية في الأمة
ــ التعبئة الجهادية والنفير العسكري
ــ التعبئة الإعلامية والسياسية
اتجاهات عملية التعبئة :
الاتجاهات الإقليمية الداخلية
ــ الاتجاهات الدولية " المنظومات الدولية ـ الأحلاف العسكرية "
ــ الأحزاب ــ الأفراد ــ القوى الشعبية
ــ جماعات الانتشار العسكرية " فكر الاتصال الجماهيري ـ نظرية الاتصال الجماهيري "
ــ التخطيط الموحد والقيادات الجهادية الموحدة " مركزية القيادة وتعددية الانتشار "
ــ أولويات التخطيط الحربي " فلسطين ـ خط المواجهة مع إسرائيل "
النقاط الخلفية " دول و جماعات منتشرة في العالم الإسلامي والعالم
ــ جماعات التجنيد الدولية وبرامجها
ــ علاقات القيادة المركزية بحركة التجنيد
ــ علاقات الجماعات الدولية بالقيادة" خليفة الله "
ــ وسائل حركة الانتشار وقدراتها

ــ سادسا : القوة الملكوتية والروحية
في الثورة الإلهية

ــ دور الملائكة الكرام في التأثير والانتشار
ــ الجن الصالحين والمشاركة في النفير والقوة العسكرية
ــ قوة الصالحين والأولياء ومشاركتهم العسكرية
ــ القوى الملكوتية الإنسانية وعلاقتها بالثورة

سابعا : الأرض المقدسة والقيادة الإلهية الثورية
ــ القدس المقر المركزي للقيادة الإلهية
ــ دور أهل فلسطين في القيادة " الأبدال "
ــ المحور الشامي وعلاقته بالقيادة
ــ المقدسات الإسلامية رمز محور المواجهة


بورك في سمعكم قرائي المحترمين ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين المنتجبين

بقلمـــي
المفكر الاسلامي التجديدي
الشيخ محمد حسني البيومي
الهاشمي
" محمد نور الدين "
أهل البيت عليهم السلام
فلسطين المقدسة
______________


نشرت الحلقات الخمسة على موقعنا الهام
( موقع المصطلح القرآني )

http://mostalahkoraan.blogspot.com/2010/10/blog-post_4530.html














الحلقة الرابعة : مصطلح القيادة الإلهية الثورية في القرآن – الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي



مصطلح القيادة الإلهية الثورية في القرآن
– الشيخ والمفكر الاسلامي
محمد حسني البيومي الهاشمي

الحلقة الرابعة

مصطلح القيادة الإلهية الثورية في القرآن
أولا ــ تعريف القيادة كمفهوم :


القيادة والابتلاء :

وهنا يمكن أن نؤكد مرة أخرى ما ذكرناه في كتابنا :
الأزمة الروحية والثورة الروحية أنه :
[ يمكننا باستخلاص العبر الجهادية من خلال دراستنا لقصة طالوت وجالوت في القرآن أن نكتشف أن التوكل مع القلة هو الذي يؤكد مشروع الثورة الروحية ] ..

الأزمة الروحية والثورة الروحية : نفس المصدر السابق ص 93 : " باب : القلة والكثرة في السياق التوكلي "
يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله : في تشخيص التجربة الداوودية الثورية المفرزة .
[ لقد صاروا قلة وهم يعلمون قوة عدوهم وكثرته : بقيادة جالوت : إنهم مؤمنون لم ينكصوا عن عهدهم مع نبيهم .. ولكن هنا أمام الواقع الذي يرونه بأعينهم فيحسون أنهم أضعف من مواجهته ، وهنا
[ برزت الفئة المؤمنة .. القليلة المختارة والفئة ذات الموازين الربانية لتضع التوكل على الله طريقا لوعيها الثوري الروحي ولغايتها الربانية المحمودة ..
{ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة249
فهذه القاعدة في حس الذين لا يوقنون أنهم ملاقوا الله .. القاعدة : أن تكون الفئة المؤمنة قليلة لأنها هي التي ترتقي الدرج الشافي مرتبة الإصطفاء والاختيار ولكنها تكون الغالبة لأنها تتصل بمصدر القوي ــ قوة الغالب على أمره .. القاهر فوق عباده محطم الجبارين .. ولما برزوا لجالوت وجنود : قالوا :
{وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة250
سيد قطب : في ظلال القرآن ج1 تفسير الآيات
القلة في مواجهة الكثرة :
[ عن قتادة قوله :
{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } :آل عمران123
وبدر ماء بين مكة والمدينة التقى عليه نبي الله صلى الله عليه وسلم والمشركون وكان أول قتال قاتله نبي الله صلى الله عليه وسلم وذكر لنا أنه قال لأصحابه يومئذ : أنتم اليوم بعدة أصحاب طالوت يوم لقي جالوت فكانوا ثلثمئة وبضعة عشر رجلا والمشركون يومئذ ألف أو راهقوا ذلك ...
حدثني محمد بن سنان قال حدثنا أبو بكر عن عباد عن الحسن في قوله تعالى :
{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } :آل عمران123
قال يقول : { وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ } قليل وهم يومئذ بضعة عشر وثلثمئة .. .
حدثت عن عمار قال حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع نحو قول قتادة
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحق : { ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة } أقل عددا وأضعف قوة
قال أبو جعفر : وأما قوله : { فاتقوا الله لعلكم تشكرون } فإن تأويله كالذي قد بينت كما :
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمه عن ابن إسحق : { فاتقوا الله لعلكم تشكرون } أي : فاتقوني فإنه شكر نعمتي ]

نفس المصدر السابق ج2 /420 قوله تعالى : " ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون ( 123)
= فتح القدير للشوكاني ج2/457 قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون (45)
[كان المهاجرون يوم بدر نيفا وثمانين وكان الأنصار نيفا وأربعين ومائتين وخرج أيضا عنه قال : كنا نتحدث أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا ثلثمائة وبضعة عشر على عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر وما جاوز معه إلا مؤمن وذكر البيهقي [ عن أبي أيوب الأنصاري قال :
فخرجنا - يعني إلى بدر - فلما سرنا يوما أو يومين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتعاد ففعلنا فإذا نحن ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا فأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعدتنا فسر بذلك وحمد الله وقال : عدة أصحاب طالوت ] ..
قال ابن إسحاق :
وقد ظن الناس بأجمعهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلقى حربا فلم يكثر استعدادهم وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتجسس الأخبار ويسأل من لقي من الركبان تخوفا على أموال الناس حتى أصاب خبرا من بعض الركبان أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استنفر لكم الناس فحذر عند ذلك واستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري وبعثه إلى مكة وأمره أن يأتي قريشا يستنفرهم إلى أموالهم ويخبرهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد عرض لها في أصحابه ففعل ضمضم فخرج أهل مكة في ألف رجل أو نحو ذلك وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه وأتاه الخبر عن قريش بخروجهم ليمنعوا عيرهم فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم الناس فقام أبو بكر فقال فأحسن وقام عمر فقال فأحسن ثم قام المقداد بن عمرو فقال : يا رسول الله امض لما أمرك الله فنحن معك والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل { فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون } [ المائدة : 24 ] ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ]
تفسير القرطبي ج7/326 قوله تعالى : " إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام (11)
ــ [في الشدائد وفي قولهم رضي الله عنهم كم من فئة الآية تحريض بالمثال وحض واستشعار للصبر واقتداء بمن صدق ربه والله مع الصابرين بنصره وتأييده وقوله تعالى ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا الآية .. برزوا معناه صاروا في البراز وهو الافيح من الأرض المتسع والإفراغ أعظم الصب وكان جالوت أمير العمالقة ــ الوثنيين ــ وملكهم وروي في قصة داود وقتله جالوت أن أصحاب طالوت كان فيهم أخوة داود وهم بنوو أيش وكان داود صغيرا يرعى غنما لابيه فلما حضرت الحرب قال في نفسه لأذهبن لرؤية هذه الحرب فلما نهض مر في طريقه بحجر فناداه يا داود خذني فبي تقتل جالوت ثم ناداه حجر آخر ثم أخر ثم أخر فأخذها وجعلها في مخلاته وسار فلما حضر البأس خرج جالوت يطلب مبارزا فكع الناس عنه حتى قال طالوت من برز له ويقتله فأنا أزوجه ابنتي وأحكمه في مالي فجاء داود فقال أنا أبرز له واقتله فقال له طالوت فأركب

تفسير الثعالبي ج1/196 قوله تعالى :

" أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون (75(
[ عن عبد الرزاق قال عن معمر عن قتادة في قوله تعالى كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة إن النبي قال لأصحابه يوم بدر أنتم بعدة أصحاب طالوت ثلاثة مائة
عبد الرزاق قال معمر عن قتادة وكان مع النبي يوم بدر ثلاث مائة وبضعة عشر ]

تفسير الصنعاني ج1/101 الناشر : مكتبة الرشد - الرياض
الطبعة الأولى ، 1410 = الجامع الصحيح المختصر المؤلف : محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي الناشر : ج4/ 1457 رقم 3740 ورقم 3741 ورقم 3742 دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت الطبعة الثالثة ، 1407 - 1987 = مسند أحمد بن حنبل ج 4/290 رقم 18578 الناشر : مؤسسة قرطبة – القاهرة
المصنف في الأحاديث والآثار المؤلف : أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي : ج7/364
الناشر : مكتبة الرشد – الرياض الطبعة الأولى ، 1409 = الآحاد والمثاني المؤلف : أحمد بن عمرو بن الضحاك أبو بكر الشيباني الناشر ج1/253 رقم 327: دار الراية – الرياض الطبعة الأولى ، 1411 - 1991 = مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج 6/128 رقم 10039 المؤلف : نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي الناشر : دار الفكر، بيروت - 1412 هـ


[... عن البراء قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر بضعة عشر وثلثمائة وكنا نتحدث أنهم على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر وما جاوزه معه إلا مؤمن ]
( راجع الطبقات الكبرى لابن سعد ( 2 / 19 ) ص كنز العمال ج 10/688 رقم 29958 مؤسسة الرسالة بيروت 1989

وقد مر ذكره في السياق ....
تحت عنوان أنموذج طالوت المعجز عليه السلام .
والعدد الطالوتي المعجز في القرآن هو الذي سوف يتكرر في
[ بدر الكبرى الأولى ]
في أصاب النبي صلى الله عليه وآله و عليهم رضوان الله معه و سيتكرر في معركة [ بدر الخاتمة ] عند ظهور خليفة الله المهدي سليل النبوة وخاتمها المقدس ..
وجاء في عقد الدرر في أخبار المنتظر :
[ فيما أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.وعن محمد بن الحنفية رضي الله عنه قال: كنا عند علي عليه السلام فسأله رجل عن المهدي، فقال عليه السلام: هيهات. عقد بيده سبعاً، فقال: ذاك؟ يخرج في آخر الزمان، إذا قال الرجل: الله الله. قتل فيجمع الله تعلى له قوماً فزع كقزع السحاب ، يؤلف الله بين قلوبهم، فلا يستوحشون إلى أحد، ولا يفرحون بأحد دخل فيهم، على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر ] ...
عقد الدرر : الفصل الأول: '' أحاديث متفرقة مشتملة على ما قصدنا بيانه في هذا الباب وبه متعلقة ''
وهنا يكون ربط البدايات النبوية بالنهايات النبوية هو نور الختم الإلهي للنبوة بالمهدي عليه السلام ...
[ وفي تبيان الموعد وحقيقة الختم الإلهي للنبوة بالمهدي عليه السلام كلمة الرب الأعظم {بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين .. وسر تحولنا نحو ختم النبوة بالخلافة والعدل ..
يقول صلى الله عليه وآله وسلم : [ والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لختم الله بنا هذا الأمر كما فتحه
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " بنا فتح هذا الأمر وبنا يختم "


السنن الواردة في الفتن ج5/ 1043 رقم 558
وقال صلى الله عليه وآله وسلم
- [ المهدي منا، يختم بنا الدين كما فتح ]
مجمع الزوائد 9/ 163 = الحاوي للفتاوى ج2/ 61 = ينابيع المودة 2/ 6، 133 = الصواعق المحرقة ص 3، 237 = ارتقاء الغرف ج2/ 225 رقم 263
للتوسع في الموضوع : يراجع كتابنا : المهدي عليه السلام : نفس المصدر السابق
وهكذا نفهم كما قلنا في المبحث أن الحديث عن طالوت النبي وقصة داوود إنما يشار لها في القراءة التفسير هو الأنموذج الخاتم خليفة الله المهدي عليه السلام وفيه سياق النزول في القصص القرآن هو التوطئة لظهور الخاتم من آل محمد عليه السلام
{فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة251
وهكذا تفرز قصة التدافع بين الحق والباطل تصويرا منهجيا يشكل أساس منهجي ثوري للقيادة الإلهية والممنهجة سلوكها وبنائها على قاعدة الاستخلاف ومنهج الخليفة العالمي القادم في مواجهة شراذم بقايا حفنة السامرييين وأعوان ابليس والدجال في فلسطين ॥ يقاتلهم بقية الله المهدي على ضفاف نهر الأردن وأبواب الأرض المقدسة فيذبح قادتهم الماشيحانيين وعملائهم المردة على أبواب طبريا وتكون جماهيراللد المباركين
الصامدين هم قتلة الأعور الدجال اللعين مع إمامهم أبوعبد الله المهدي وعيسى المسيح عليهما السلام المنهج الداوودي والمهدوي وثورة الحجارة :

كان الخروج الداوودي المعجز بكافة جوانبه التحليلية والعسكرية كشخصية نبوية ثورية تؤكد على خيارها الرباني في المعركة وكقيادة مواجهة في ثورة الحجارة متعاظمة تجئ لتربط التاريخ بين المقدمات والنهايات.. فالأنبياء هم ذاتهم ممثلون بقداسته في آل النبي محمد المطهرين في آخر الزمان وفي حواريي السيد المسيح ينطقون اليوم بحتمية المواجهة وتصعيد روح الثورة الإلهية ...
وفيه قول الحق تعالى :
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأعراف167
وقد ذكرنا في كتابنا المهدي عليه السلام :
قوله صلى الله عليه وآله وسلم :
" تكون فتنة كأن أولها لعب الصبيان فلا تتناهى حتى ينادي مناد من السماء أن الحق في آل محمد فعند ذلك يظهر المهدي " وفي الرواية فيما رواه سعيد بن المسيب رضي الله عنه : " ينادي مناد من السماء أن الحق في آل محمد "

مجمع الزوائد : ج7/ 316 ط . دار الريان للتراث – دار الكتاب العربي 1407 = مجمع الزوائد ج10/ 331 ( باب قيام الساعة وكيف ينبتون ) . = الطبراني : المعجم الأوسط ط دار الحرمين القاهرة 1415 = المعجم الكبير للطبراني ج17 / 325 ط. مكتبة العلوم والحكم – الموصل 1404 -1983 = كتاب الفتن لإبن حماد ص 208 = عبد العظيم المنذري : الترغيب والترهيب ط1/ دار الكتب العلمية 1410 : انظر : كتابنا المهدي عليه السلام : نفس المصدر السابق : باب " الفصل الأول : مقدمات ظهور المهدي عليه السلام . .. سابعا: ثورة الحجارة في فلسطين 1986-1994 م
ويؤكد سفر أشعياء ذات الخبر اليقين :

[ إن الله سيسلط على بني إسرائيل وبسبب فاحشتهم أطفال صغار يعذبونهم" وهم أطفال الحجارة .. " فإذا هو ذا السيد رب الجنود ينزع من أورشليم ومن يهوذا السند والركن ] .. [ وأجعل صبيانا لهم وأطفالا لا تتسلط عليهم ويظلم الشعب بعضهم بعضا ]
. [ لأن أورشليم عثرت ويهوذا سقطت لأن لسانهما وأفعالهما ضد الرب" وينتهي إلى القول والحقيقة .. (انتفاضة الحجارة) " شعبي ظالموه أولاد .. ونساء يتسلطن عليه . يا شعبي مرشدوك مضلون …]
أشعياء : الإصحاح 3/1-11
اليوم والأمس هم الذين يواجهون أعتى قوة نووية ويسقطون زيف قوتها الموهومة .. يواجهون الدبابات وينسفونها بإرادة الرب الحقيقي لا رب اليهود !! . " الله في مواجهة الدجال " الله يسلط حجارة القدس التي بكت على الحسين
كتابنا أهل البيت: الولاية – التحدي – المواجهة (جبال القدس تبكي الحسين دما)
.. يوم استشهاده قانونا إلهيا في المواجهة نحو نهايتها .." الأطفال يجزئون المجتمع وتركيبته اليهودية ..
" ويظلم الشعب بعضه بعضا " أي تؤكد التوراة حالة التآكل والانهيار الداخلي ؟
[ شعبي ظالموه أولاد ونساء يتسلطن عليه .. يا شعبي مرشدوك مضلون .. ]
...
أشعياء : الإصحاح 3/8
وهاهي المرأة في فلسطين تتحول إلى قنبلة بشرية استشهادية وأخرى تودع فلذة كبدها وتدفعه نحو الشهادة .. وخنساء أخرى تتقدم ؟ وهذا هو السر الإلهي لمصطلح -الانتفاضة - في إسقاط معادلة الزيف العبري."لأن أورشليم عثرت ويهوذا سقطت ] نفس المصدر السابق ...
وكان لخروج داوود النبي عليه السلام للجهاد وبجيش مسلح ومقلاع سماوي هادر يرسم تحولا في مخطط النصر من خلال القلة المؤمنة الموصلة ربانيا ..
ويرسي مشروعا قتاليا روحانيا متأصلا .. ففي عهده نطقت الحجارة دفعا نحو قتال مفسدي إسرائيل .. وكأنها نور ينطق وروح تسري في عمق المنهج التاريخي المقاوم تؤصل لثورة حجارة مقبلة ... وبرعاية العلي القدير تنهض كالمارد من قلب المقلاع ... كأنها صاروخا سماويا يقتل قائد إسرائيل الوثنية ويرسي مشروعا مقاوما .. وسهما في وجه المحاولة النقيضة ... إنها المتجهة الى وجه ظاهرة الانحراف التاريخية والمفسدين القتلة . .. لهذا يفاد من التجربة الداوودية فغي إسقاطه للخيار الجالوتي الإفسادي درسا بليغا لذات الأنموذج المحمدي الخاتم .. معادلتين في معادلة واحدة .. وكما في القرآن والتوراة أيضا : إنها بشارة ... لثورة الحجارة في الأرض المقدسة وفي زمن وعد الآخرة وعلامة من علامات الظهور المحتوم لدولة خليفة الله في الأرض المقدسة ذاتها ليتحول داوود من مقلاع لألف مقلاع وثورة لازالت من أكثر من عشرين عاما مضت تنهال على رأس الجنود المحتلين وصورهم شاخصة وهم هاربين من طفل يجري خلفهم بحجر .. هذا هو زمن الخليفة .. وهذه هي أشراط قيادتنا الإلهية القادمة الخاتمة ..

وفي التجربة خصائص القيادة الإلهية بالغة منها :

1 ــ بروز المثال الطالوتي :

كحالة رسالية موطئة للقيادة الإلهية الشرعية القاد
مة ،
وفي هذا المثال يجئ الأمر الإلهي واضحا من قلب القرآن بضرورة الانحياز الشرعي وبالأمر الرباني لقيادات الموطئين للقيادة الإلهية وهي قيادات عالمية مشهودة والدليل في هذا الإنحياز في القرآن هو قوله تعالى :
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28
{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً }الكهف29

والآيتين فيهما الأمر الرباني بالانحياز مع أصحاب الدعوة الإلهية وهم نداء الله المشهود لخليفة الله القادم والموطئين الربانيين المشهود لهم بالجهاد اليومي ضد الغزاة والمفسدين في الأرض ، والأرض لا تخلو من حجة أو شهود .. ذلك أن الانحياز للغافلين وأهل الأهواء من العملاء الجالوتيين وخدام اليهود وقتلة الرساليين والأنبياء هو لا يصب إلا في مصلحة أعداء القيادة الإلهية وأعداء الخليفة الإلهي .
وفي الخيار الطالوتي في الملك خصائص فقهية ثورية منها :


1ــ وهي أن القيادة في زمن غياب القيادة الإلهية ليس مفروضا أن يكون من سلالة المصطفين .. إن لم تكن موجودة ووفق أشراط القيادة .. ولكن من أهم أشراطه في غياب المصطفين أن تكون أيديولوجيته الثورية على منهج المصطفين :
أي في الخندق المحمدي المهدوي .. لا سواه .
2ــ الخيار الاصطفائي ليس مصدره الجماهير وإنما الجماهير منه واليه ، والبيعة للمصطفين الخاتمين وقيادتهم الإلهية واجبا إلهيا والنكوص عنه ردة عن الدين توجب القتال بهدف استئصال المنهج الجالوتي الماسوني المعاصر عن الوجود . ورفضا للمحاولات اليهودية الماشيحانية الماسونية في تزوير حقيقة الصراع وحقيقة المسيا المنتظر وهو خليفة الله المهدي عليه السلام .. بالبديل الزائف عن المهدي والمسيح عليهما السلام والصلوات ...
[ المسيح المنتظر ابن داوود ] وهو تزوير جالوتي جديد الهدف منه يهوديا التحايل على الخيار الاصطفائي في الأنموذج الهاروني وهو عيسى المسيح عليه السلام ..
بوضع البديل المزيف [ قيادة الأعور الدجال ] ..

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36

أنظر دراستنا : الماسونية والعقيدة الماشيحانية " تحت الطبع "


2 ــ الأنموذج الجالوتي :

وهو الأنموذج المعادي للخيار الإلهي والتصور العملي الانقلابي وخيار الثورة المضادة ، وسواء كان هذا الخيار المضاد قبليا ملكيا أو انشقاقيا ضد حالة النبوة فكلاهما يصب في خانة الزيف والإفساد الإسرائيلية .. والتي أصطلح عليها في الإنجيل بحالة [ النبي الكذاب ] أو [ المشحاء الكذبة ]

[ 23حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. 25هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. 26فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ! فَلاَ تَخْرُجُوا. هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. 27لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. ]
إنجيل متى : الإصحاح : 24/ 23 ــ 27

فهم كما في القرآن الكريم يمثلون الخط الاعتراضي في مواجهة خط الوحي الإلهي ... وفي النهاية يكون خيار التصفية حتميا وتجاوزه أمرا مفروضا .. وهم ما يسميه القرآن الكريم بمصطلح [ التدافع ] وهو الهدف لإستصال حالة المفسدين في الأرض .. والخيار الجالوتي هو أنموذج لحالة التمرد على الوحي الإلهي وتاريخ القتلة الدمويين عبر التاريخ ..
[ مفسدوا الهيكل وحاملي فكر المسيح بن داوود المزيف ] !!
وهو تمام قول الحق تعالى :
{ فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } : البقرة२५१

2 ــ الأنموذج الداوودي المعجز :

وهو كما في قراءتنا الأنموذج المنشود والمراد وهو الهدف الخاتم الواجب من ثورتنا وجهادنا على مدار الأجيال . والقيادة الإلهية هي بمثابة الخبز اليومي اللازم لمنهجنا الإحيائي العتيد ، والسعي لوجوده التوطئة له سيما في الأرض المقدسة هو واجب ومن أخص الخصائص .. وسواء كان ذلك بوجود المعجزات أم بغيره هو أمر محتوم وواجب التخلف عنه بحجج واهية هو إثما .. هو إثما شرعيا ذلك أن بروز الأنموذج الخاتم لحالة الاصطفائيين هي من أخص الخصائص والمتطلبات اللازمة لمشروعنا التحريري .. وطلب القيادة الإلهية ليس في الدعوات فحسب .. ولكن بالجهد التعبوي المتواصل وهو المقتضي من قوله تعالى في السياق القرآني :
{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ } الكهف29
{إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً }الإنسان29

النضال الداوودي المعجز :

وفي رواية المصادر الإسلامية :

[ وكان داوود عليه السلام ...طاهر القلب نقيه فقال له أبوه : يا بني إنا قد صنعنا لإخوتك زادا يتقوون به على عدوهم فاخرج به إليهم فإذا دفعته إليهم فأقبل إلي سريعا فقال : أفعل فخرج وأخذ معه ما حمل لإخوته ومعه مخلاته التي يحمل فيها الحجارة ومقلاعه الذي كان يرمي به عن غنمه حتى إذا فصل من عند أبيه فمر بحجر فقال :
[ يا داود ! خذني فاجعلني في مخلاتك تقتل بي جالوت فإني حجر يعقوب ! فأخذه فجعله في مخلاته ومشى فبينا هو يمشي إذ مر بحجر آخر فقال : يا داود ! خذني فاجعلني في مخلاتك تقتل بي جالوت فإني حجر إسحاق ! فأخذه فجعله في مخلاته ثم مضى فبينا هو يه شي إذ مر بحجر فقال : يا داود ! خذني فاجعلني في مخلاتك تقتل بي جالوت فإني حجر إبراهيم ! فأخذه فجعله في مخلاته ثم مضى بما معه حتى انتهى إلى القوم فأعطى إخوته ما بعث إليهم معه وسمع في العسكر خوض الناس بذكر جالوت وعظم شأنه فيهم وبهيبة الناس إياه وبما يعظمون من أمره فقال لهم : وفي رواية أخرى :
[ فقال داود : اللهم اجعله حجرا واحدا قال : وسمى واحدا إبراهيم وآخر إسحاق وآخر يعقوب قال : فجمعهن جميعا فكن - حجرا واحدا قال : فأخذهن وأخذ مقلاعا فأدارها ليرمي بها فقال : أترميني كما يرمى السبع والذئب ارمني بالقوس ! فقال : لا أرميك اليوم إلا بها ! فقال له مثل ذلك أيضا فقال : نعم ! وأنت أهون علي من الذئب ! فأدارها وفيها أمر الله وسلطان الله قال : فخفى سبيلها مأمورة قال : فجاءت مظلة فضربت بين عيينه حتى خرجت من قفاه ثم قتلت من أصحابه وراءه كذا وكذا وهزمهم الله .. فبعث الله داود وداود يومئذ في الجبل راعي غنم وقد غزا مع طالوت تسعة " ــ وفي رواية تسعة عشر ــ إخوة لداود وهم أبد منه وأغنى منه وأعرف في الناس منه وأوجه عند طالوت منه فغزوا وتركوه في غنمهم فقال داود حين ألقى الله في نفسه ما ألقى وأكرمه : لأستودعن ربي غنمي اليوم ولآتين الناس فلأنظرن ما الذي بلغني من قول الملك لمن قتل جالوت ! فأتى داود إخوته فلاموه حين أتاهم فقالوا : لم جئت ؟ قال : لأقتل جالوت فإن الله قادر أن أقتله فسخروا منه - قال ابن جريج قال مجاهد : كان بعث أبو داود مع داود بشيء إلى إخوته فأخذ مخلاة فجعل فيها ثلاث مروات ثم سماهن إبراهيم وإسحاق ويعقوب ]
: تفسير الطبري : نفس المصدر السابق ج2/ 639 قوله تعالى :
{ فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } : البقرة251
وهكذا يربط داوود النبي الإرث الإستخلافي إلي مشروع ثورة ومقاومة متواصل على أسماء الأنبياء ينطق وبإسم الرحمن يعلو صوته وعلى مفسدي اسرائيل تعلو هامته .. حجرا وبندقية وسيف سماوي علوي مهدوي ينطق بالحق وعمق الحقيقة ويرسي مشروعا ربانيا فذا ... تزينه وتمده الحكمة الإلهية الممنوحة ويكون الملك الإلهي قامته وقوته نحو مشروعنا التحريري المقدس .. وهو غاية الحق :
{{ فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } : البقرة251

الأنموذج السليماني : القيادة والنبوة والمعجزة :

: وهو أيضا أنموذج " حزب الله " الوريث الحقيقي لرسالة الدين والأنبياء عليهم السلام .. وبنفس الاتجاه كان سليمان النبي عليه السلام يؤكد من جديد حالة الولاية النبوية الداودية الوارثة ..
{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ }النمل16
وبهذا مثلت القيادة الإلهية السليمانية : " أنموذج حزب الله " ....

فكان الدعاء من سليمان عليه السلام ولكن الله استجاب فيه لداود وهذا ما يذكره أيضا كتاب العهد القديم في سفر الملوك الأول وقصة بناء الهيكل . ...

[10 وَبَارَكَ دَاوُدُ الرَّبَّ أَمَامَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ، وَقَالَ دَاودُ: «مُبَارَكٌ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ أَبِينَا مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ. 11لَكَ يَا رَبُّ الْعَظَمَةُ وَالْجَبَرُوتُ وَالْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ وَالْمَجْدُ، لأَنَّ لَكَ كُلَّ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. لَكَ يَا رَبُّ الْمُلْكُ، وَقَدِ ارْتَفَعْتَ رَأْسًا عَلَى الْجَمِيعِ. 12وَالْغِنَى وَالْكَرَامَةُ مِنْ لَدُنْكَ، وَأَنْتَ تَتَسَلَّطُ عَلَى الْجَمِيعِ، وَبِيَدِكَ الْقُوَّةُ وَالْجَبَرُوتُ، وَبِيَدِكَ تَعْظِيمُ وَتَشْدِيدُ الْجَمِيعِ. 13وَالآنَ، يَا إِلهَنَا نَحْمَدُكَ وَنُسَبِّحُ اسْمَكَ الْجَلِيلَ. 14وَلكِنْ مَنْ أَنَا، وَمَنْ هُوَ شَعْبِي حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نَنْتَدِبَ هكَذَا؟ لأَنَّ مِنْكَ الْجَمِيعَ وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ. 15لأَنَّنَا نَحْنُ غُرَبَاءُ أَمَامَكَ، وَنُزَلاَءُ مِثْلُ كُلِّ آبَائِنَا. أَيَّامُنَا كَالظِّلِّ عَلَى الأَرْضِ وَلَيْسَ رَجَاءٌ. ]
أخبار الأيام الأول : الإصحاح التَاسِعُ وَالْعِشْرُونَ : 10 ـــ 15
[1وَقَالَ دَاوُدُ الْمَلِكُ لِكُلِّ الْمَجْمَعِ: «إِنَّ سُلَيْمَانَ ابْنِي الَّذِي وَحْدَهُ اخْتَارَهُ اللهُ، إِنَّمَا هُوَ صَغِيرٌ وَغَضٌّ، وَالْعَمَلُ عَظِيمٌ لأَنَّ الْهَيْكَلَ لَيْسَ لإِنْسَانٍ بَلْ لِلرَّبِّ الإِلهِ. 2وَأَنَا بِكُلِّ قُوَّتِي هَيَّأْتُ لِبَيْتِ إِلهِيَ: الذَّهَبَ لِمَا هُوَ مِنْ ذَهَبٍ، وَالْفِضَّةَ لِمَا هُوَ مِنْ فِضَّةٍ، وَالنُّحَاسَ لِمَا هُوَ .. ]
نفس المصدر السابق ...
:قال الألوسي رحمه الله :
[وورث سليمان داوود أي قام مقامه في النبوة والملك وصار نبيا ملكا بعد موت أبيه داود عليهما السلام فوراثته إياه مجاز عن قيامه مقامه فيما ذكر بعد موته وقيل : المراد وراثة النبوة ] ..
روح المعاني ج 19 / 170 في قوله تعالى : " وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير (78)
وقد ملك سليمان النبي عليه السلام الدنيا قاطبة والدين كله .. ولا قيمة في نظرنا لمن قال بانفصال الملك الدنيوي عن الدين وهل التعددية في الزواج والملك والتصريف بالمال والعلم ليس وراثة !! فكان سليمان الوارث للحكم يؤكد قضية الاستعلاء الديني والملك في الأرض ليقام سلطان العدل الإلهي ..
فكان ملكا نبيا وارثا عادلا وقدم المثال في العدل في زمانه عليه السلام ..
وقلنا في المبحث أن المراد في المثال السليماني كإمتداد للمنهج الداودي المقاتل الروحاني هو تبيان لحالة الأنموذج المهدوي المحمدي الخاتم .. حيث ستعم خلافة خليفة الله المهدي عليه السلام كل الأرض .. وهي الوراثة الخاتمة ..
القيادة المعجزة :
القيادة والملك لا يتلازمان إلا في رسالة العالمية وقد دعا سليمان أن يعطيه الله ملكا وهو الظاهر بيانه في القرآن في قوله تعالى :
{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }" سورة ص35
وقد أعطى الله تعالى لسليمان العطاء الشامل في الخلق ..
وفي قول الحق تعالى على لسانه { مِّنْ بَعْدِي } فيه دلالة واضحة لمن بعدة في ملوك إسرائيل اليعقوبيين । ولم ينسحب على خلافة المهدي العالمية وهم النسل الإسماعيلي العربي
[ لآل البيت الذين لا يقاسوا على أحد و لا يقاس عليهم أحدا ]
في عطاء الله وهذا التدليل هو حديث صحيح .
أنظر موسوعتنا في المصطلح القرآني
( قراءة في مصطلح العالمية الربانية)
وكل هذا الوسع سيعطى للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسليله خليفة الله المهدي وأضعافه
وقال تعالى في هذا العطاء :
{خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } : المطففين26
وهو قوله صلوات الله وسلامه عليه وآله : " بنا بدء الدين وبنا يختم " .. " وبمهدينا يختم " والمتنافسون على الشهادة مع خليفة الله المهدي عليه السلام .. شهادتهم بسبعين شهادة من شهداء بدر رضي الله عنهم كما ورد في الحديث .. وهذا في نظرنا الذي يعطي ختام المسك في دولة العادلين و كذا في مسك الفردوس الأعلى وهو الجزاء الأوفى .. ولا يعطي الجزاء الأوفى إلا بموالاة محمد وآل محمد عليهم الصلوات والتسليم .. هذا جزاء أهل .. حزب الله . وهم أهل الموالاة وجنود الله الشاهدون .. من آل محمد ومحبيهم المفلحين كما في الحديث الصحيح
قال تعالى
:
{لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22
إن حزب الله المفلحون هم الوارثون في ختم الدنيا .. الظاهرون على الدين كله .. هم المقدسون من أولياء آل محمد الطاهرين وجنود المهدي الإلهيين عليهم السلام .. وفيه قول الحق تعالى :
{فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الروم38
وفي التفسير هم الواصلين لقربي النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
هم المفلحون بموالاتهم العترة المطهرين .. كساهم بكسائهم فجعلهم الوارثين ..

أنظر : قرائتنا : مصطلح حزب الله في القرآن الكريم " حزب الله المفلحون " ..
منشور على موقعنا ( موقع المصطلح القرآني )

http://elzahracenter.wordpress.com/2010/09/24
http://mostalahkoraan.blogspot.com/2010/09/blog-post_22.html

وهذا الأنموذج العادل في ملك سليمان وهو المثال الفريد في عصره يجئ ليؤكد عمق الحالة المقسطة والعادلة وخطوة رائعة نحو تمام العدل الإلهي الخاتم في زمن الخليفة الخاتم .... و في سياق قراءة هذا المثال السليماني العتيد فقد ميز الله تعالى القيادة السليمانية كالقيادة الموسوية
فجعلها الرحمن في علاه [ قيادة معجزة ] وهو تبيان للحقيقة الإلهية
في عمق حقيقة الاصطفاء الخالد الخاتم بنور سيد النبيين والخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم ॥
قال تعالى في بيان القيادة المعجزة :
النملة المعجزة :
{وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ }النمل17
[حدثنا القاسم قال : ثنا أبو سفيان عن معمر عن قتادة في قوله { وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون } قال : يرد أولهم على آخرهم
وقال آخرون : معنى ذلك : فهم يساقون ، ذكر من قال ذلك :
\حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله
{ وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون } قال : يوزعون : يساقون
ذكر من قال ذلك :
حدثنا الحسين قال : ثنا أبو سفيان عن معمر قال : قال الحسن { يوزعون } يتقدمون]

تفسير الطبري ج9/503 قوله تعالى : تفسير الآية ..
[ أي وجمع لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير يعني ركب فيهم في أبهة وعظمة كبيرة في الإنس وكانوا هم الذين يلونه والجن وهم بعدهم في المنزلة والطير ومنزلتها فوق رأسه فإن كان حر أظلته منه بأجنحتها وقوله :
{ فهم يوزعون } أي يكف أولهم على آخرهم لئلا يتقدم أحد عن منزلته التي هي مرتبة له قال مجاهد : جعل على كل صنف وزعة يردون أولاها على أخراها لئلا يتقدموا في المسير كما يفعل الملوك اليوم ]

تفسير ابن كثير ج3/ 476 قوله تعالى : " وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون (17)

[وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير } الحشر الجمع : أي جمع له جنوده من هذه الأجناس وقد أطال المفسرون في ذكر مقدار جنده وبالغ كثير منهم مبالغة تستبعدها العقول ولا تصح من جهة النقل ولو صحت لكان في القدرة الربانية ما هو أعظم من ذلك وأكثر { فهم يوزعون } أي لكل طائفة منهم وزعة ترد أولهم على آخرهم فيقفون على مراتبهم ] ...
الشوكاني : فتح القدير ج4/186 : تفسير الآية ..
وفيه تصوير إداري صارم للقوة واستعراض الإمداد الإلهي و الحكم بالعدل بين الخلق انسهم وجنهم وباقي الأجناس المخلوقة .. فهو الموكل عليه السلام بالعدل الإلهي .. وهذا التقدير الإلهي في التوزيع والقيم العدلية في مقام القائد الإلهي يكون صورة للوراثة والعدل في الاستخلاف .. وهو تصوير قرآني يقدم للنبي كوعد متحقق للظهور المهدوي المحمدي المقبل ولهذا لم يقف القرآن في عطاءه بالخصوص في تحديد المقام لحضرة دولة آل محمد الكرام عليهم السلام في ختام الدنيا الوشيكة .. ولهذا لا يمكن فصل الوعد القرآني عن تاريخية البعد القرآني في الأحداث والنبوات من خلال الظهور والتمكين لهم عليهم السلام .
قال تعالى :
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }التوبة33
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً }الفتح28
أي الله تعالى هو الشاهد على وعده الله تعالى .. وهو دالة في المستقبل ..والتمكين والاستخلاف ..
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55
{ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } : النمل18
: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ }النمل/19


الهدهد المعجزة والرسول :

وفي العنوان بيان اكتشاف السر في تحديد العلو في مقام وراثة النبوة في العالمية الأرضية .. ومقام القائد الإلهي [ الخليفة ] في حكم المفردات الروحانية في الخلق والأمم .. وكذلك هيمنة الإنسان الملكوتي على عوالم المادة .. وقهر محتويات المعسكرات الوثنية الجبرية الطاغية وفيه دلالة واضحة على السقوط الحتمي للمستكبرين . ولهذا كانت القيادة المعجزة التي ستملك الأرض في زمان ختم الدنيا هو المرشح فقط .. وفقط في تسخير هذه المعجزات والتفاعل معها بالروح الموصولة ربانيا لحالة النطق والحوار .. مع عالم الروح [ الثقلان ] وكذلك الإنس والجن وهو بحق إعجاز الهي يربط التاريخ متسلسلا من النبوات إلى حالة الولاية الإلهية المحمدية الخاتمة " بنا بدء الدين وبنا يختم " وأن محتويات العالمية الخاتمة من الخوارق والمعجزات الإلهية هي الدالة على قيم التحدي الإلهي .. والدالة أيضا على عظمة خليفة الله المهدي الخاتم عليه السلام .. وفي القرآن الكريم ربط لحالة الوجاهة الإلهية عبر التاريخ .. وفي مقام مبحثنا لمصطلح " القيادة الإلهية " نجد قوله تعالى في تحديد الخلافة كمفهوم إعلائي :

{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }ص26
وهنا يبرز مصطلح الخليفة محددا في البيت والأنموذج الداوودي عليه السلام في داوود وسليمان ..عليهما السلام .. ولم يذكر القرآن سليمان النبي بالخليفة ولكن ذكر سليمان أبيه عليه السلام .. وهكذا اعتبرت الخلافة حالة ممتدة في البيت الداوودي
وفي ذلك اعتبار معجز في الدلالة القرآنية والقراءة التفسيرية الغيبية والمستقبلية للقرآن .. وهذه التجربة والأنموذج رأيناه يتكرر في التجربة الموسوية الهارونية كما سيجئ في قرائتنا التي بين أيدينا ..

وهنا يبرز المراد في التجربتين والمثالين في القرآن كمحدد لخلافة الله تعالى في آخر الزمان وهذا العطاء قد تمحور في إسقاط الأنموذج الهاروني الموسوي .. على الأنموذج العلوي المحمدي الخاتم .. ولهذا كان الامتداد في النبوة الخاتمة بالولاية كما هارون النبي وسليمان النبي عليهما السلام .. ويشاء العلي القدير أن تكون خلاصة النبوات والولايات الممتدة في بيوت الأنبياء في خليفة الله المهدي عليه السلام وهو قائد العالمية ومقام التجديد القرآني النبوي في زمن العالمية والأممية الخاتمة والمختومة بختم المسك الإلهي .. وهو بيان الحق والعدل الإلهي الخاتم للدنيا ..

{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ }النور36
وهي في التفسير بيوت الأنبياء عامة والمساجد وبيوت النبي وآل النبي محمد وهم الأئمة العارفين ففي بيوت النبي وتحديدا بيت السيد الزهراء وعلى كان ينزل معظم القرآن ..
وفي تفسيرنا لقوله تعالى { أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ }

مرادها أن الله تعالى سيرفع بآل محمد المطهرين عليهم السلام الدين ويختم بهم الدين والنور الخاتم .
لأن البيوت جاءت غير محددة بالمساجد وبالتالي تكون مخصوصة بأصل الساجدين كحالة إلهية وهم مقامات الاصطفاء في البيت الهاشمي حاضنة نور النبوة ومخاض ميلادها كان في بيوتهم يسبح في العالمين والأمم .. فالمطلق يستوعب الخاص . والخاص يكن نقطة المركزالإستقطابي للحالة والنبوة ..

[مسلم عن واثلة بن الأسقع قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
[ إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش من بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ]

تفسير القرطبي ج8/273 قوله تعالى : " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم (128(

[حدثنا عبد الله بن بريدة في قوله عز وجل :
{ في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه } [ النور : 36 ] قال : إنما هي أربعة مساجد لم يبنهن إلا نبي : الكعبة بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وبيت أريحا بيت المقدس بناه داود وسليمان عليهما السلام ومسجد المدينة ومسجد قباء اللذين أسسا على التقوى بناهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ]
تفسير ابن كثير ج8/235 قوله تعالى : لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين (108)
فإن ذكر ذلك وهو ليس يكون الثابت أولى من المطلق والخاص في محمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام أولى .. وهو كما في الحديث الصحيح الذي جاء في أمير المؤمنين علي عليه السلام .
[ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خطابه للإمام علي عليه السلام : عن الصُنابحي عن علي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
[ أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي فإن أتاك هؤلاء القوم فسلموها إليك – يعني الخلافة – فاقبل منهم، وإن لم يأتوك فلا تأتهم حتى يأتوك ] ..
أسد الغابة في معرفة الصحابة المجلد الثالث ص 608
[وعن فاطمة بنت الحسين عن جدتها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم ثم قال : " اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك " وإذا خرج صلى على محمد وسلم ثم قال :
" اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك ]
أخرجه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه
والمفسرين يجتهدون في ظاهر النصوص القرآنية والحديثية .. فالحديث كما الظاهر والباطن فيه الدعاء لاستنزال الرحمة والبركة عبر الصلوات على محمد وآل محمد عليهم الصلاة والسلام في للنبي صلى الله عليه وآله تعظيم وللمسلمين رحمة .. وبذا نفهم الحديث بالمحتويين المعظمين ومن باب الرحمة الإلهية ذاتها .. وإذا كان العلي القدير قد جعل لكل شيء باب وهو قوله تعالى :
{ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }البقرة189
وفي تأويل هذه الآيات في كتب المفسرين اختلاف شديد ، لكن المتعقلين من المفسرين ذكروا أن موضوع الدخول من أبواب الحج والمواقيت هي تقريبية في المعنى واللغة ومنهم الألوسي في : روح المعاني مثلا .. وهذا التوجه العقلاني يفتح باب الوصول لمعارج القبول .. وهو أن القرآن واضح في اتجاهات المصطلح ولا يحق لأحد تفسير القرآن إلا بالنص الحديثي أو اجتهاد العترة الوارثين للعلم والتأويل .
وفي السياق ذكر القندوزي الحنفي في كتابه الهام : ينابيع المودة فقال نصا ..
: [ قال تعالى :
{ وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }البقرة189
[ فمن أراد العلم فليأته من الباب ]
ينابيع المودة : نفس المصدر السابق ج1/64 الباب الرابع عشر باب " في غزارة علمه عليه السلام "
وبهذا يفسر القرآن بالنص الحديثي المتواتر لا على أهواء قوما ضلوا !! وفيه قال النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم :
[ أنا مدينة العلم وعلي بابها ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها ] .. وفي رواية :
[ فمن أراد الدين فليأت الباب ]


ابن المغازلي الشافعي : المناقب ص117 رقم 123 ، ص 116 رقم 122
= تفسير نور الثقلين ج1/ 178 رقم 634


وذكر القندوزي الحنفي أيضا :
" عن ابن المغازلي بسنده عن محمد بن عبد الله قال حدثنا " سيدنا " علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين " عليهم السلام أجمعين " قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
[ ياعلي أنا مدينة العلم وأنت بابها كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلا من قبل الباب ]
ينابيع المودة ج1/71 : نفس المصدر السابق

الإحاطة الإستخلافية في الأنموذج السليماني :

تجئ الإحاطة من خلال بسط الهيمنة الإلهية للقيادة على الملك ، وتأكيد حالة التسخير المعجز في توطيد الحكومة الإلهية العادلة .. وفيه الدليل المقبل حين الانتقال من المثال الى الأنموذج المهدوي الخاتم .. حيث تشير الدلائل المنقولة وحالات العرفان الإلهي لوجود حالة مزلزلة من المعجزات العالمية بين يدي خليفة الله المهدي . وقد ذكرنا في قرائتنا لمصطلح حزب الله في القرآن أنه إذا أدركت جموع الجماهير المعجزات فلتدرك أن الخليفة العادل عليه السلام قد بزغ نوره ..
والقرآن الكريم من خلال هذه التاريخية المعظمة يوطئ الأمم لاستقبال مرحلة التحول التاريخي .. الوشيك . وفي السياق المثال السليماني :
قال الله تعالى :
{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ }النمل22
:[ قال فقال له هدهد بلقيس أي شيء تقول قال أقول لك ما تسمع قال إن هذا لعجب وأعجب من ذاك أن كثرة هؤلاء القوم تملكهم امرأة أوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم جعلوا الشكر لله أن يسجدوا للشمس من دون الله قال وذكر الهدهد سليمان فنهض عنه فلما انتهى إلى العسكر تلقته الطير وقالوا توعدك رسول الله فأخبروه بما قال قال وكان عذاب سليمان للطير أن ينتف ريشه ويشمسه فلا يطير أبدا فيصير من هوام الأرض أو يذبحه فلا يكون له نسل أبدا قال فقال الهدهد أو ما استثنى رسول الله قالوا بل قال أو ليأتيني بعذر مبين قال فلما أتى سليمان قال ما غيبك عن مسيري قال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين حتى بلغ فانظر ماذا يرجعون قال فاعتل له بشيء وأخبره عن بلقيس وقومها ما أخبره الهدهد فقال له سليمان قد اعتللت سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم قال فوافقها وهي في قصرها فألقى إليها الكتاب فسقط في حجرها أنه كتاب كريم وأشفقت منه فأخذته وألقت عليه ثيابها وأمرت بسريرها فأخرج فخرجت فقعدت عليه ونادت في قومها فقالت لهم يأيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ولم أكن لأقطع أمرا حتى تشهدون قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين إلى وإني مرسلة إليهم فإن قبلها فهذا ملك من ملوك الدنيا وأنا أعز منه وأقوى وإن لم يقبلها فهذا شيء من الله
فلما جاء سليمان الهدية قال لهم سليمان أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم إلى قوله وهم صاغرون يقول وهم غير محمودين قال بعثت إليه بخرزة غير مثقوبة فقالت اثقب هذه قال فسأل سليمان الإنس فلم يكن عندهم علم ذاك ثم سأل الجن فلم يكن عندهم علم ذاك قال فسأل الشياطين فقالوا ترسل إلى الأرضة فجاءت الأرضة فأخذت شعرة في فيها فدخلت فيها فنقبتها بعد حين فلما رجع إليها رسولها خرجت فزعة في أول النهار من قومها وتبعها قومها قال ابن عباس وكان معها ألف قيل.
قال ابن عباس أهل اليمن يسمون القائد قيلا مع كل قيل عشرة آلاف قال العباس قال علي عشرة آلاف ألف
قال العباس قال علي فأخبرنا حصين بن عبد الرحمن قال حدثني عبد الله بن شداد بن الهاد قال فأقبلت بلقيس إلى سليمان ومعها ثلاثمائة قيل واثنا عشر قيلا مع كل قيل عشرة آلاف
قال عطاء عن مجاهد عن ابن عباس وكان سليمان رجلا مهيبا لا يبتدئ بشيء حتى يكون هو الذي يسأل عنه فخرج يومئذ فجلس على سريره فرأى رهجا قريبا منه فقال ما هذا قالوا بلقيس يا رسول الله قال وقد نزلت منا بهذا المكان قال مجاهد فوصف لنا ذلك ابن عباس فحزرته ما بين الكوفة والحيرة قدر]

تفسير الطبري ج1/290 : تفسير الآيات ..

{إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ }النمل23
{وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ }النمل24
وفي المثال القرآني مغازي عديدة للمعجزة تخدم الحالة الأمنية للحكومة الإلهية . . توجز في تسخير حالة التسخير الرانية لخدمة مشروع العبودية والعدل . هو المدخل لإسقاط الخيارات الفكرية لحزب الشيطان وعقيدته الوثنية .. من خلال استعلائية حزب الله الغالبون في التمكين والظهور ..


يتبع بمشيئة الله بقية المبحث في الحلقة التالية

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين المنتجبين

بقلمـــي
المفكر الاسلامي التجديدي
الشيخ محمد حسني البيومي
الهاشمي

" محمد نور الدين "
أهل البيت عليهم السلام
فلسطين المقدسة

______________
نشرت الحلقة الرابعة على موقعنا
( موقع المصطلح القرآني )
http://mostalahkoraan.blogspot.com/2010/10/blog-post_4988.html

الحلقة الثالثة : مصطلح القيادة الإلهية الثورية في القرآن – الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي




مصطلح القيادة الإلهية الثورية في القرآن
الشيخ والمفكر الاسلامي
محمد حسني البيومي الهاشمي
الحلقة الثالثة

أولا ــ تعريف القيادة كمفهوم :
الحلقة الثالثــة


الرياسة والقيادة والنبوة :

[ لأن الرياسة كانت له دونه واجتماع الرياسة مع الرسالة والنبوة ليس أمرا لازما كما يرشد إلى ذلك سير قصص أنبياء بني إسرائيل وذكر الشيخ الأكبر قدس سره في فتوحاته أن هرون ذكر له أنه نبي بحكم الأصالة ورسول بحكم التبعية فلعل هذا الاستخلاف من آثار تلك التبعية وقيل : إن هذا كما يقول أحد المأمورين بمصلحة للآخر إذا أراد الذهاب لأمر : كن عوضا عني على معنى ابذل غاية وسعك ونهاية جهدك بحيث يكون فعلك فعل شخصين وأصلح ما يحتاج إلى الإصلاح من أمور دينهم أو كن مصلحا على أنه منزل منزلة اللازم من غير تقدير مفعول
وعن ابن عباس أنه يريد الرفق بهم والإحسان إليهم وقيل : المراد احملهم على الطاعة والصلاح ولا تتبع سبيل المفسدين
- أي ولا تتبع سبيل من سلك الإفساد بدعوة وبدونها ] ..

تفسير روح المعاني ج9/44 قوله تعالى : " ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين "

ولكن الرياسة والنبوة سيجسدها الله تعالى في خلفاءه في الأرض .. فيجمع الله تعالى لآل محمد الطاهرين .. النبوة والإمامة .. نبوة وثورة عدل وقيمومة مستمرة حتى آخر الزمان ..

اتجاهــــات القيـــادة الإلهيــــة :
شرعية الثورة التغييرية
ــ الشرعية الدنيوية :
1ــ القيادية الجماهيرية :

وفي هذا الباب من المبحث ننظر بعين الله نحو الوعد الحق الذي يلاقي الموعودين كما العشق لعالم نور الله .. عشقه حبه ووصاله وعلمه .. الوعد الحسن لا يكون إلا للمعشوقين .. وكل المختارين .. قول الحق الفصل ..

{أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ }القصص61

والقيادة الشرعية الوارثة وحوارييها هم وحدهم " المختارون " و" القديسين "
كما وصفهم في كلام النبيين في كتب العهد القديم ... هم وحدهم الذين يعرفون السر وشرعية الثورة ... ويعرفون لغة الوصال الجماهيري بعين ربانية مسجل على وجناتهم القبول ॥ وحتى تتحقق الثورة لزم أعوان القيادة الإلهية الإدراك الموحد والحالة المعرفية الموحدة ॥ وتطوير سياساتهم بأرقى الأشكال لتحقيق الوصال الإلهي بين أمة الخليفة ورب الخليفة المتعالى
فهم الصالحون همهم أن يتجهوا بالأمة عبر محطة النور النبوة ॥ وإدخال الأمم عبر بوابات النور إلى حالة الرضا الجمعية ॥إنه بالمفهوم التنظيمي المعاصر " علم الاتصال الجماهيري اللازم لوحدة حالة الثورة من الحالة الإيمانية [ نواة فقه الثورة الروحية ] إلى حالة وحدة المقاومة وتأكيد مشروع تحرير الإنسان عبر قيادة " حزب الله الإلهية " ولهذا كان ــ الخطاب الجماهيري ــ الخيارات الجماهيرية وعلم التعبئة وأشكالها التعبوية القرآنية والسياسية ــ هي الوسائط الحية القادرة للوصال الروحي مع الجماهير
وهذا كما في مبحثنا يقتضي عمليه تعبئة واسعة للحركة الإيمانية والثقافة الروحية بعيدا عن الثقافة السياسية الصراعية
وارتباطات الدجل السياسي ونظام الشركات الثورية التي لا هم لها سوى النهب المنظم بإسم الروح تارة ॥ وباسم الدين تارة أخرى .. وحالة الروح لا يمكن تجسيدها عبر السياسات الدموية وثقافة الغرور والتفرد وأحوال التصفيات الدموية المبنية على منهجية :


{ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً }
: المائدة32


ولكن ثورة الخليفة العادل لا يمكن تحقيقها في الأرض وفي قلب عاصمة الخليفة
في القدس وغزة بوسائط الانتقام من رسالة العدل وخلق حالة انفصام بين مشروع المهدي القادم وشعب الأرض المقدسة الصالحين ..

هذا وإن إرساء شعب المرابطين على محطة الزهراء لا يمكن تحقيقه أبدا سوى ببرنامج الزهراء الإحيائي الشهيد ..

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }البقرة143

والشاهدون من الطائفة المنصورة في قلب الشام الموحد .. هم وحدهم الذين يملكون مفتاح السر .. وأيضا مفتاح السر ... فهم قلب القيادة المرجوة ..
قال الحق تعالى :
{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51

وهذا لا يمكن تحقيقه في كل الأحوال إلا بالثقافة الإحيائية الروحية
والتهيئة لثقافة القيادة الإلهية الروحية القادمة
وهو المبني أيديولوجيا على قول الحق ..

َ
{ مَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً } : المائدة32

2ـ المشروع التحريري العام : " العبودية " :

وهو الذي يربط كل العناوين بالمقدمات .. ويربط الأمة بالأمة النورانية ..
" من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد "
" الشرعية الدنيوية مشروع سماوي أرضي "
" ربط الحالة الروحية بين الأرض والسماء "
" المهدي الذي في الأرض هو المهدي الذي في السماء "
" القرآن مشروع التحقيق الأرضي المدخل للحالة الأخروية "


الدليل هو قول الحق تعالى :

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }الأعراف96
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }البقرة103

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ } : المائدة65
ــ المواجهة الإلهية لخصوم المشروع الأرضي :

{أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ }الأعراف : 97
{أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ }الأعراف98

المشروع الدنيوي ليس حالة تصوفية وزاهدة ومنقطعة ....
و " الأنانية النفسية الأخروية "
ليست خيار الثوريين المستعلين بنور الله والقيادة الإلهية ...

ولهذا كان على التصوف الروحي المطروح أن يتحول نحو الروح القرآنية وغزو الذات العبادية بنور المصطلحات القرآنية و ليحدد ذاته من جديد ...
بأنه هل هو مع خط الثورة الالهية المقاتلة التي يحمل لوائها الخليفة الالهي ؟؟
أم هو باق للغرق تحت مسميات لا تمت للقرآن في أبجدياته الثورية ... هنا المفترق الحاسم بضرورة وحدة الحالة الروحية في الأمة عبر طرح مشروع ثورة الجهاد العسكري المقاتل .. والخروج من أزمة المصطلحات الغارقة ...
وتهيئة الحالة العبادية الى مستوى الثورة المهدوية أو بمصطلح القرآن هو النور المقاتل على أبواب الشام و هو عمقنا في الخيار الأمل ..

نحن نبتغي في رسومنا التنظيرية تحديد الماهيات لثقافة الخليفة الالهي ونشر ثقافة المواجهة والمواجهة النقدية .. أو هي رسائل الروح المتجهة نحو ثقافة الخليفة الالهي القادم .. وتهيئة جماهير الأمة لبيعة القيادة المعجزة والإلهية لخوض معركة التاريخ الأزلي نحو الشهادة قدما نحو إسقاط خيار ثقافة التيه الأرضية .. لهذا كان موقع المصطلح القرآني تجيء محاولة جادة نحو روح الله وروح الخليفة المهدي الممتد حدوده عليه السلام في ذرات مكوناتنا .. فثقافة الخليفة تتجاوز بالروح السماوية الملكوتية حدود الثقافة الحزبية المقيتة والتي عاشت من مئات القرون في تيه الاستحواذ الشيطاني الابليسي وأيضا
ومن قبيل عشرين عاما وفي كتابي الصادر في الانتفاضة الأولى في فلسطين سجلت في كتابي الثورة الروحية مقدمة تأسيسية مهمة في علم القيادة والأنموذج التربوي المراد في فكر الثورة الالهية في فلسطين ذكرت فيها :
( ان التربية الروحية الثورية قد نوقشت كثيرا في أوساط العمل الاسلامي في فلسطين .. فقطاع اعتبرها ظاهرة معوقة عن العمل الثوري المسلح العاجل ضد الاحتلال وأداة تسويف لحسم المعركة واعتبرها قطاع آخر من لوازمه القاعدية .. وعلى المستويين كانت الروح مفقودة من عمليات البناء أيضا ، فالخط الجهادي الثوري اعتمد المنهج السياسي في تشكيله وظل يراوح في غرقه وأزمته في الفخ السياسي ، فيما غرق الآخر في نفس المعيار فطغى الاتجاه الروحي بدون أسس ثورية روحية .. وفي ظل غياب المنهج وعلى المستويين أيضا غاب الفهم الثوري ــ الحسيني المحمدي ــ عن مسألة المنهج الروحي والقرآني عن حركة الثورة ، فيما ظل شعار المنهج هو الآخر عنوانا للحوارات والنقد للآخرين .. اننا نؤكد وبعد تناول الأبعاد القرآنية واللازمة لتجاوز أزمتنا ضرورة المراجعة البنائية القاعدية وتجاوز الغرق مرة أخرى من النقد السلبي غير البنائي حيث وصل النقد في حد ذاته داخل العمل الاسلامي الثوري لأداة تغييب المنهج الروحي ، واكتنفه غياب الأسس الأخلاقية والمعايير القرآنية ... )

كتابنا : الشيخ محمد البيومي : ( الأزمة الروحية والثورة الروحية ) طبع في غزة هاشم عام1993 ميلادية ، ص 17 " الأزمة الروحية وأزمة التدين في العمل الاسلامي " :
و الآن وبعد حوالي عشرين عاما من هذه السنين نؤكد أن الأزمة الروحية تكمن في عدم الربط في مشروعنا الاسلامي بين الأصول المنهجية المحمدية وأهمها الفكر الاصطفائي الهاشمي ( العربي ) في مواجهة ( الأنموذج الأعرابي الفريسي ) والانقطاع عن فكر الثورة المحمدية ( ثورة الثقلين ) وفكر المواجهة وهذا
هو نور القلعة النور القادمة وثقافة التميز لخليفتنا الالهي المحمدية حامل السر الالهي والسر المحمدي
( الحقيقة الالهية ــ الحقيقة المحمدية ) في صورة البطولة الحسينية كمشروع لثورة الاصلاح الخاتمة ...
ولهذا نؤكد في كلية رسائلنا على أهمية تجاوز فكر الانحطاط التاريخي العاجز الى مساحة الفكر التحريري النوراني
فكر المخلص الالهي السماوي وحامل سر الثقافة الملكوتية السماوية ....

أنظر دراستنا الهامة والمنشورة على شبكة النت بعنوان " السيدة الزهراء ملكوتا إلهيا في سورة فاطر ( ثلاث حلقات ) ...


وحتى يتقدم الأمل الذي بات وشيكا على الأبواب ..أدعو بدعوات جدي السجاد زين الساجدين :
" يا أرحم الراحمين : اللهم اجعل ما يلقي الشيطان في روعي من التمني والتظني والحسد ذكرا لعظمتك وتفكرا في قدرتك وتدبيرا على عدوك " .. " دعاء : مكارم الأخلاق " .. وأجد أمامي وقلبي قول الحق تعالى : في مواجهة أعراب أميركا ... صورة الامتداد النفاقي السفياني التاريخي ... والممتد تاريخا على ثورة الدموية والقتل الجماعي لكل القديسين ينتظر قدريته الموعودة في الشطب من قاموس الحياة الأرضية الى وادي الهاوية في جهنم !!

{قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً } : الفتح16
ولهذا نطرح اليوم ثقافة المصطلح القرآني لتأكيد مفاتيح التفسير الحقيقي لحالة النبوة والعترة لنؤكد ماهيتنا القرآنية القيادية والقادرة على الإمساك بزمام التاريخ من جديد وعبر ثورة تجديدية لازمة لعمليات نهضتنا المقبلة
بقيادة خليفتنا الالهي المقدس وقائد حلم النور المحمدي وهو عليه السلام الرابط التاريخي الأزلي للخط المحمدي بخط الأنبياء السماويين عليهم السلام ينوب عن النبوة بثورة إلهنا القدوس تغزو العوالم بنشر ثقافة العدل الالهي وثقافة السلام الذي ينزع أصول الظالمين لحساب كل المقهورين والمظلومين
ثقافة السماء الالهية والتي هو عليه السلام الراسم المحمدي لصورتها في العقل العالمي وفي جماهير الأمم ثقافة الاصلاح الانساني .. انه القائد الالهي بكل ما تعنيه الكلمة من حدود وكفي المصطلح القرآني والمصطلح الحديثي أن عرفه بأنه ( خليفة الله ) أي عن الله تعالى في رسم وتطبيق الحدود الالهية ..
أنظر موسوعتنا في المصطلح القرآني ( مصطلح العالمية الربانية ) نشرت في
مواقعنا : مركز دراسات أمة الزهراء عليها السلام
http://elzahracenter.wordpress.com/2010/09/24

مفهوم أفواجا في القرآن :

{وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً }النصر2

: [ أفواجا ] كلمة السر في ثورة كل الروحانيين و تسكن جروح الأسرى وكل الشاهدين وعدة الخليفة ॥ في زمن الخلافة العدل القادمة ..

ومفتاح كلمة السر لا يدركها سوى العارفون الحاملون للرصاصة كمفتاح للوصول .. والوصول للناس العارفين كما في القرآن .. يحتاج إلى لغة جديدة للوصال مع كل الحالة ومكوناتها .. وفي وعي سورة النصر : سياسة ووجهة وثوابت متحركة للمشائين بفلسفة الثورة .

" الفلسفة المشائية عين الثورة المشيئية ..
وهذا المكون لا يمكن تحقيقه اليوم سوى بسيد العرب وخليفة الأمة الإلهي القادم .. والذي لا يمكن فهم لغته سوى بطابور النور من أسياد العرب ..

[عن جعفر عن سلمة بن كهيل قال :
" مر علي ابن أبي طالب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعنده عائشة
ـ رضي الله عنها ـ ، فقال لها : " إذا سرك أن تنظري إلى سيد العرب فانظري إلى علي بن أبي طالب ، فقالت : يا نبي الله ألست سيد العرب ؟ فقال : أنا إمام المسلمين وسيد المتقين ، إذا سرك أن تنظري إلى سيد العرب فانظري إلى علي بن أبى طالب ]
مستدرك الحاكم ج3/ 133 حديث رقم 4625 = الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد ج 11 / ص 90-91 حديث رقم 5776 = حلية الأولياء ج 1/ 102 حديث رقم 191 = سير أعلام النبلاء ( ترجمة علي عليه السلام ) ص 237، [ للتوسع في العنوان : كتابنا : أهل البيت عليه السلام : الولاية ــ التحدي ــ الواجهة ]

[عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة رضي الله عنها :
أن النبي صلى الله عليه وآله سلم قال
[ أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب ] ..
[ عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ادعوا لي سيد العرب فقلت : يا رسول الله ألست سيد العرب ؟ قال : أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب ]
المستدرك على الصحيحين ج3/133 رقم4625 و ج3/ 143 رقم 4626 ورقم 4627 الطبعة الأولى ، 1411 – 1990 ، الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت ...

قال الطبراني في الكبير بسنده :
[2749 قيس بن الربيع عن ليث : عن أبي ليلى عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
يا أنس انطلق فادع لي سيد العرب يعني عليا فقال عائشة رضي الله عنها : ألست سيد العرب ؟ قال : أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب "

فلما جاء علي رضي الله عنه أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأنصار فأتوه فقال لهم : يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : هذا علي فأحبوه بحبي وكرموه لكرامتي فإن جبريل صلى الله عليه وسلم أمرني بالذي قلت لكم عن الله عزوجل ]
المعجم الكبير ج3/88 رقم 2749 مكتبة العلوم والحكم ـ الموصل ط 1404 ــ 1983

…. وفي رواية ابن عباس قال : قال صلى الله عليه وآله سلم :
[ من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال علياً من بعدي وليوالي وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي ، فإنهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، رزقوا فهمي وعلمي، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي ]

(3) تاريخ دمشق ج42/ 240 رقم 8751= ينابيع المودة ج2/ 139
فمن أراد القيادة والسيادة والأسباط والنقابة والرياسة ॥ فليكن لسيد العرب في معسكر الثورة وصالا .. وعونا .. وليتقدم المرابطون نحو منبع الحقيقة النور والسيادية .. ففيها الثقلين عنوان الوصال نحو دين الله أفواجا .. وهذا التدافع المليوني لجماهير قائدنا الإلهي القادم لن يكون أفواجا إلا بتحقق حلم التاريخ
إعلان البيان المهدوي العالمي أيها الثوريون الروحانيون السادة قد اقترب ... وأن سيد العرب العالمي هو وحده الذي يلتف حوله أسياد العرب ؟؟ وأسياد المرحلة ... وهم وحدهم الذي يلتف حولهم القادمون أفوجا أفواجا... فهم الساكنون في روح نبينا وولينا وحجتنا وقائدنا الإلهي القادم ...

{وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً } : النصر2 ...

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم
{ إذا جاء نصر الله و الفتح * و رأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا } فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" ليخرجن منه أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا "
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه "
تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح "
رقم 31107 عن أبي هريرة .. ( الديلمي - عن ابن عم
ولكن الصعود لآل النبي الأعظم صلوات الله عليه وعدا محتوما ، والظهور لهم محقق بمشيئة الله لا محالة .. وانكسار أعداء خليفة الله في قرآن الله ثابت كالنجم الثاقب .. فهم الموعودون وهم المستخلفون .. وهم جند الله المنصورون .. وهم حزب الله المفلحون الغالبون . ..

قال تعالى في توصيف نور النهاية ..

{وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً }الإسراء81
وفي آخر الزمان ....
كما خرجوا من دين الله أفواجا سيعودون .في دين الله أفواجا . وهو موعدهم آت يوم الفتح والبراءة .. يعلنون البيعة الحرب والمواجهة .. من كل المشركين بين الركن والمقام معجزة قادمة .. وفي يوم إعلان البيان المهدوي القادم الوشيك .. سيذهل الناس ويكتشفوا أن طريق الصراط المستقيم لا يمر إلا عبر الساكنون تحت نقطة البسملة ..
وحقا قول المولى في ظاهر القرآن وباطنه ...

{يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً } : النبأ18

إنهم قادة الأمة والتحول للقادمين من آل محمد عليهم السلام ... يجيئون ويجئ الناس أفواجا إليهم عند الصرخة المدوية و عند نداء جبرائيل السماوي البطل في قيادة آل محمد يوم الفتح الأكبر .....

{وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ } : الأنبياء97
الجدلية في الهدف بين مفهوم سورة النبأ وسورة : النصر :
وهنا يختصر الوعي لمدخل المصطلح :

والآيتين تحددان حالة الوعي القرآني الصراعي وحقيقته وسره .. ففي اكتشاف السر المختلف يكون اكتشاف الحقيقة .. والسؤال الاستفساري هو في قراءة سورة العصر.. وكأن العلى القدير وهو عالم الغيب والشهادة يؤكد على الخلاف المحتمل للأمانة المقدسة في الولاية الكبرى وهي المتسعة لحقيقة الرضا الإلهي .. يكتشف سرها في قراءتنا لجوهر " مصطلح الثقلين في القرآن الكريم " .. فالأمة لم تختلف على وجود القرآن ولكن على فهم الحقيقة القرآنية عبر التأويل الإلهي ..
[11307 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع حدثنا فطر عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ إن منكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله قال فقام أبو بكر وعمر فقال لا ولكن خاصف النعل وعلي يخصف نعله ]
تعليق شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال الصحيح غير فطر ، مسند أحمد بن حنبل ج3/33 رقم 11307 و أيضا ج3/ 82 رقم 11790" مسند أبي سعيد الخدري " طبعة مؤسسة قرطبة ــ القاهرة = ينابيع المودة ج2/34 = تفسير العياشي : المجلد /1 :15 رقم 6 = صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ج15/385 رقم 6937 ،ص 386 رقم 6938 ..

وهنا يكمن تحديد الوجهة للعلاقة بين القرآن والتأويل .. بسبب اختلافهم على التأويل إلى حد القتال بالسيف .. إنه النبأ العظيم الذي صعق النفاق وأهله .
وهذا هو السر وكلمة السر التي إمام العالمين قادم من نور الله السماوي الى سحق كلية ملامح هذا الفساد الابليسي الأزلي ...
المبين الظاهر في قوله تعالى :

{عَمَّ يَتَسَاءلُونَ 0عَنِ النبأ الْعَظِيمِ 0الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ } النبأ : 1 ــ 3

والجهة التي تملك الحسم في تأويل القرآن بوجهته الحقة هو خليفة الله الإلهي
{وَالْعَصْرِ } العصر1 ــ { إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ }العصر2
{إلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }العصر3
[و أخرج الطبراني و ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : ما أنزل الله
{ يا أيها الذين آمنوا }
إلا و علي أميرها و شريفها و لقد عاتب الله أصحاب محمد في غير مكان و ما ذكر عليا إلا بخير ]

تاريخ الخلفاء للسيوطي ج1/150 " الأحاديث الواردة في فضله عليه السلام " =
السيوطي : تاريخ الخلفاء 137= المناقب للموفق الخوارزمي ص 128 رقم 250
الموفق الخوارزمي: المناقب ص 128 رقم 249 = تفسير فرات الكوفي ص50 رقم 8،9
وفي غرر الحكيم : إن ( للا إله إلا الله) شروطا: أنا وذريتي من شروطها "
ينابيع المودة ج2/ 37، 111 رقم 59 = نور الأبصار ص 131

ــ و .. جاء كتاب نور الأبصار للشيخ موفق الشبلنجي
" نقل الإمام أبو إسحاق الثعلبي رحمه الله في تفسيره :
أن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى سئل عن قوله تعالى :
{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ }المعارج1 ...
نزلت ؟ فقال السائل : لقد سألتني عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك । حدثني أبي عن أبي جعفر بن محمد عن آبائه رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما كان ( بغدير خم ) نادى الناس فاجتمعوا فأخذ لبد علي رضي الله عنه ، وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه । فشاع ذلك في البلاد وبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ناقة فأناخ راحلته ونزل عنها ، وقال : يا محمد أمرتنا عن الله عز وجل أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلنا منك ، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلنا منك ،وأمرتنا بالزكاة فقبلنا ، وأمرتنا أن نصوم رمضان فقبلنا ، وأمرتنا بالحج فقبلنا ، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا فقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه فهذا منك أم من الله عز وجل । فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته ، وهو يقول :
[ اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم " فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله عز وجل بحجر سقط على هامته فخرج من دبره فقتله
، فأنزل الله عز وجل :
{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ . ِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ }المعا رج/ 1ـ 2

الشبلنجي : نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار صلى الله عليه وآله ــ ط 1/ مكتبة الإيمان بالمنصورة 1420 ــ 1999 ــ ص 128 = تفسير الطبري ج6/230 قوله تعالى " وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم /32 = تفسير ابن كثير ج2/402 : تفسير الآيات = ذكره الشوكاني في فتح القدير ج5/402 وص 407 تفسير الآية = الدر المنثور ج4/55

ملاحظة نقدية :
" إن المؤسف وقد جاء خبر تكذيب بن النضر بأن يمطر الله عليه حجارة من السماء في أكثر متن مائه مصدر في التفاسير التي بين أيدينا وحسب الموسوعة الشاملة ولم تذكر أنها نزلت في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وهذا يضع علامات استفهام حول أيادي عبثية على كتب التفسير من المعادين لآل البيت وولايتهم في الأمة .. ذلك إن العديد من المصادر التي نقلت الرواية عن هذه المصادر تكذب ما هو في التفاسير التي بين أيدينا !! وهل يستغرب القارئ الكريم جور المزورين وشهداء الزور وقد قتل الأئمة عليهم السلام علنا وتم اللعن لآل النبي محمد الطاهرين سبعين عاما على منابر من مشايخ السلاطين الخونة .. إن هذه الملاحظة النقدية جديرة بالاهتمام في مراجعاتنا لكتب التاريخ والتفسير والتي لا يجب التعامل معها بخلفية طائفية ، بل على أنها تراث المسلمين الذي بحاجة إلى مراجعة ...والدعوة مفتوحة لتطهير تراثنا من العداوة للنبي وآله المطهرين و لا نعلق الزيف على اليهود والماسون والشر النفاقي بين أيدينا ..

وحتى يدخل الناس في دين الله أفواجا لا بد من التأكيد على ضرورة إثبات الحق والحقيقة النورانية صارخة في وجه الزيف التاريخي .. وهو العدل الذي لابد منه لتأكيد هويتنا المنحازة سلفا لقائد الثورة الإلهية القادمة .. ولكل القادمين في دين الله أفواجا ...
" إن حركة الفكر التغييري وفكر المراجعة لتراثنا هو أساس القوة الدافعة لخلق المنهجية الثورية العادلة في الأمة والنظر للتاريخ بعين الرحمة ونداء الله للأمة والعبودية .. وترك ما يريبنا إلى مالا يريبنا .. فقائد الأمة وخليفة الله هو الذي يملكك الصلاحية الإلهية لاستنزال الأحكام وتجديد الشريعة والتأويل ، فهو خليفة الله تعالى وهو وحده الذي يأخذ عن الله وروح الله العلية .. لأن في زمنه تبدأ العالمية الخاتمة حتى يقول الناس بصوت واحد كما في مصادرنا هل كنا على الدين قبل ذلك .. !!!
وهذا لأن خليفة الله المهدي قائد ثورتنا التغييرية الشاملة .. هو الذي يعيد الدين غضا كما نزل ؟ وفضلا عن ذلك هو عليه السلام يأخذ عن جده صلى الله عليه وآله وسلم .. فمعا وسويا لتحقيق الثورة الإلهية .. لتلقي الشريعة من روح الله العلية لتختم شريعتنا وقدسية ثورتنا بالنبي صلى الله عليه وآله الطاهرين كما بدأت .. ومعا بالدعاء بالفرج لظهور إمامنا وخليفتنا ..
حتى يدخل الناس في دين الله أفواجا ..

فمصطلح : [ أفواجا ] يبقى هو الأمل وهو فكر الثورة الجماعية المبني على قوة المواجهة ومقاومة كل الطغاة الأرضيين وإعلان حالة الأمة [ أفواجا ] لجعل مواجهة سياسات اليهود والمشركين أساسيات قاعدة الوعي لثوابت المشروع الإلهي المواجه .. وبالتالي تتحقق " القيادة الإلهية هي كقيادة مواجهة عالمية ، والمنحاز لها هو إنسان المواجهة
..

قواعد الأصول التغييرية :
ووفقا لمفاهيمنا المثبتة في وجهتنا نرى كحالة تغييريه في الأمة المؤمنة .. أن قواعد ثورتنا المقبلة وهي حالة منحازة كما أشرنا للقيادة الإلهية المهدوية نرى أنها :
ترتكز على قواعد الولاية القرآنية الثلاث الكبرى :
" الله الأعظم ــ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ــ آل البيت عليهم السلام
وقد حددت وجهتنا في أوراقنا ، وقد جاء في بيان وجهتنا :

[..أيها السادة الموقرين: المرابطين.. يا قدرالله العظيم في الشام والمحور المقدس .. في تحيتنا ورسالتنا : نؤكد على وجهتنا ومنهجنا، بداية ونهاية هدفا وتوجها وهو : تشكيل حالة إيمانية قادرة على تثبيت قاعدة " الأبدال " كقوة إيمانية قيادة وقاعدة أمة متقدمة، تكون الأرض المقدسة قاعدتها و العالم وجهتها وامتدادها، مرتكزون بحول الله و قوته على قوله تعالى في علاه
: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} (1)
مستلهمون في وجهتنا وجهة القرآن والنبوة ]
[ أيها السادة يا أبناء النبي صلى الله عليه وآله وسلم.. و يا تلاميذ الأحرار والسادة: أدركوا الهوية فنحن.. والله اكتمال البدر وشقائق النعمــة وجهتنا يا أشراف العرب واضحة ..نحن أعوان البقية .. وكل البقية .. وجهتنا أيها الأحرار هو التأكيد علي جيش الغضب الإلهي في القدس والشام .. فجيشكم المقدس هم أعوان المهدي المقدس .. وقوة الأبدال الشاميون عمود نصره القادم .. ورسالتهم تأكيد مقام الشام وانحيازها لآل محمد الطاهرين ، فهم سربالنا المطهر في ثورتا وزينة سلاحنا، ونحن القادمون من شوارع القدس إلى مكة : خيار الرب المعظم لنا رفع الحصار وغــوث ثورة خليفة الله المهدي الموعود القادمة ، وهذا هو السر وكلمة السر في رباطنا ؟ فيا أهل الشام اجعلوا ثورتكم وصلواتكم ودمكم وأعمالكم لنبيكم وأبناء نبيكم .. تؤمنون يوم الفزع الأكبر .. وتنالون شفاعة النبي والجنة ...

وجهتنا المقال : منشور على موقع مركز دراسات أمة الزهراء في فلسطين
http://elzahracenter.wordpress.com/2010/06/22
دراساتنا منشورة على : منتديات موج بحر
http://www.mojba7r.com/vb/showthread.php?t=5993
دراسات أمة الزهراء عليها السلام
http://elzahracenter.wordpress.com/2010/06/22

مفهوم الكافة في القرآن :

في سياق قراءة مصطلح [ الكافة ] في القرآن الكريم يمكننا تحديد وجهة القيادة الإلهية ॥ وهي القيادة الجماهيرية المستلهمة نور وعيها من خطاب الرب المتعالي في القرآن الكريم॥ وهو بالكلية خطاب مفتوح للأمة وهو قول الحق تعالى :

{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }الأنبياء92
{وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ }المؤمنون52
وفي افتتاحية موقع أمة الزهراء :
كان الخطاب لأمة الزهراء " كافة " خليفة الله ومهدي الأمم ..
[ نؤكد نحن في الموقع المجاور أن التاريخ يمضي من بين كفي أمة الروح و الثورة . فموقعنا محاولة والثورة تمتد وتجتاح كل محاولات التراجع . . من بين كفيك النابعتين بالوهج نصعد
.. نحن أمة الأمم يا أمي إليك المعذرة .. يا قلب التاريخ ومجدنا التليد القادم ، نقف وننتصب بين كفيك النور ثورة في وجه محاولة اليأس النقيضة . نحن الفكر والموقع الساحة .. نخطو بالحزن والأمل والدم .. ثورتنا وتاريخنا بين كفيك أمانة نقلبها على رؤوسنا شرفا.. وقلمنا بين كفيك وروح عطائك .. يا كلمة السر قبرك الرمزي يشتعل اليوم في غزة .. كما القدس .. للمهدي نورا ووهجا .. وقلمي بين قدسك يرسم المحاولة والوجهة .. أمي يا أقدس الأمم : القدس وجهتي و أمي أنت لا أفرط في رمزيتك وسرك الأزلي في الوحدة . أنت القامة والصعود الوشيك القادم والذي يريد المهدي خليفة لا لن يمر عبر المحطة إلا بتقبيل يديك ومنحنا البركة . البركة أنت والمشروع أنت ورحم الثورة المقدسة أنت يا أم محمد وعلي والحسن والحسين وكل السادة عليهم صلوات الرب وسلامه .. شعار ثورتنا .. عمود النور ذاته يصعد من خلف الوسادة إلى عمق الشام ، من عمق الجنوب ..إلى عمق الجنوب يصعد .. نكتشف به اليوم ذاتنا لماذا نحن اليوم في القدس . ولماذا نحن اليوم في قاعة الدرس المجاور لموقع فاطمة الوحدة.. وفاطمة الثورة . فهل أدرك القادمون السر ] ..

افتتاحية موقع أمة الزهراء التاريخي : في غزة هاشم فلسطين
المقدسة بعنوان : لماذا أمة الزهراء
موقعنا الخاص : موقع السيدة فاطمة الزهراء مدرسة العشق الالهي :
http://hobelahy.wordpress.com/2010/08/13
رسالتنا الهامة بعنوان : " لماذا أمة الزهراء ولماذا العشق الالهي ؟؟
منتديات موج بحر > المنتديات العامة > المنتدى الاسلامي http://www.mojba7r.com/vb/showthread.php?p=17695
http://www.alhakaek.com/news.php?action=view&id=12870
http://www.yahawra.net/vb/showthread.php?t=3407
مركز دراسات أمة الزهراء عليها السلام
http://omat-alzahraa.blogspot.com/2010/08/blog-post_20.html

وعليه فرسالة خليفة الله هي رسالة كونية ورجاله هم رجال إلهيون .. وخطاه عليه السلام حذو جده صلى الله عليه وآله وسلم بشيرا ونذيرا وشارعا سيفه في وجه الظالمين .. وصيته من جده صلى الله عليه وآله وسلم مع أمير المؤمنين عليه السلام : " أقتل .. أقتل أقتل ولا تستتب أحدا " فهو حامل الغربال يفرز الله تعالى به الناس إلى فسطاطين في زمن الظهور والحسم .. فالدابة تختم بالسواد على جباه أعوان إبليس والدجال .. أو كما سماهم كتاب العهد الجديد برجال الوحش.. وخليفة الله شاهرا سيفه السماوي يقطع به أعناق المستكبرين .. ويقذف بهم في قاع الهاوية ...
[ ... فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته حتى إذا قيل انقضت عادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانظروا الدجال من يومه أو من غده ]
تفسير الدر المنثور ج7/481 قوله تعالى :
{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ }محمد19 : الناشر : دار الفكر - بيروت ، 1993

فقتال الخليفة هو قتال من أجل إثبات منهج العالمية الأممية في مواجهة العالمية الوثنية .. أي بمعني آخر مشروع المهديين الطاهرين في مواجهة المفسدين في الأرض .. والمحك القرآني لن يكون هدفا أمميا صاعدا بقوة إلهية إلا على أبواب القدس .. فكما الرسالة للناس والأمم كافة ..فقد جعل العلي القدير قتال المشركين والطواغيت الظالمين كافة أيضا .. وهي كما قول الحق : " ثورة المتقين "
قال تعالى :

{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }سبأ28
{ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }التوبة36

القيادة الإلهية الوارثة :
القيادة المهدية والتي على الأبواب هي قيادة خاتمة مختومة بختم المسك الإلهي كما في القرآن المعظم
{خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }المطففين26

وهي قيادة وارثة بالأمر الإلهي بولاية من الله واختياره .. فالنبي والأئمة عليهم صلوات الله وسلامه هم الخاتمون المصطفون الأخيار .. يختم العلي بهم الدنيا ويملكهم التاريخ والواقع بتصريف الهي .. فهم عليهم السلام كونيون ملكوتيون.. جعلهم الله وارثون لكل الأنبياء والرساليين وهو الجعل والاستخلاف ..
كما قول الحق .. بالتمكين للمستضعفين في الأرض .. كل الأرض :
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }القصص5
{وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }الأنبياء89
{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ }النمل16
الميراث الأخروي :
{الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }المؤمنون11
{تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً }مريم63
تبني مشروع القيادة المواجهة
وهو ما عرفناه في كتابنا الثورة الروحية ب [ الإخراج السياسي ]
الأزمة الروحية والثورة الروحية : نفس المصدر السابق ص296

وقد رأيناه في نماذج قرآنية عديدة : تمثلت في هجرة الأنبياء عليهم السلام ، بداية من إبراهيم النبي عليه السلام إلى ملاحقة الظالمين وعداوتهم لكل الأنبياء و الرساليين والمجاهدين ..والتي وصلت ذروتها في الهجرة النبوية من مكة إلى حالة المكين النبوي بفكر الثورة والمواجهة . وقد أرسى الرسول الأكرم مشروعا عادلا ربانيا فيه المثال والأنموذج الأرفع في التاريخ وهو الصورة التي عاناها كل الأنبياء وكان ميراثه صلى الله عليه وآله للأنبياء عليهم السلام هو ميراث الانتصار لقيم التوحيد الإلهي .. ..
وهو الثورة المصدرة لفكر ونظرية العدل الإلهي " الثورة العدلية " المنتهجة في حياة الأئمة
[ أنموذج الثقلين ] وصولا إلى أنموذج التمام وهو القمر المفرز من نور الشمس النبوة .. وهو خليفة الله العادل .. المهدي الصالح الخاتم .. قائد ثورة المواجهة وسياف الإنتقام من المردة والظالمين . وخليفة الله المهدي عليه السلام ورجاله الإلهيين هم رموز العدل الإلهي نحو مجد صاعد في العالمين ..

أولا : التجربة الموسوية الهارونية " النبوة والقيادة "
: وتتمثل بداية بالفتح الإلهي الأول للقيادة الإلهية والممثل في ذلك النداء المتعالي المقدس على القلب الموسوي المقدس .. وهو النداء الإصطفائي .. وهو الفتح الأكبر في التجربة والمثال الموسوي ... فكان عليه السلام الكليم الأول وحامل لواء الثورة الأولي في مواجهة كلية الحالة الوثنية .. بمنهج الأمة الإبراهيمي وهو خطاب الحق
المقدس في اللقاء الأول المقدس على الجبل المقدس .. وكان جبرائيل عليه السلام هو حلقة الوصال الإلهى مع موسى النبي ومنظم حالة الانفتاح مع الله على الجبل لتكون النبوة والإستخلاف و [ تمام الولاية ] في آل هارون عليهما السلام وفي الآيات الكريمة فصل الخطاب وشرح البيان ..
الحوارالإصطفائي الإستخلافي :

قال تعالى :
{قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ }الأعراف144
وهو تبيان الإستعلاء الإلهي بالحالة الموسوية في وسيط معقد من الحصار الفرعوني على المستوى الذاتي والمستوى العام .. وكان في هذا الإصطفاء المعجز يحدث ثورة مهيبة في وسط الطغيان المتأله المستبد إلى حالة التحدي و الخروج الثوري .
وفي الموعد النوراني .. قال تعالى :
{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ }الأعراف142
وكان نداء الحق والتجلي الرباني المباشر يؤكد حالة الإصطفاء :
وهو قوله تعالى :
{ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } : طه14
{يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } : النمل9


أي تأكيد حالة الحب والعرفان وسط زحام مهيب من التدافع الروحاني الملكوتي وظهور النور المقدس حتى تخيل موسى النبي عليه السلام من شدة وهجه انه نار متصاعدة متوقدة .. وهو قول الله تعالى لنبيه المختار في إعلان المصارحة والحب الأول لعبده .. في تطييب القلب المختار من الولادة الثورة المتوهجة.. وفي رعاية ربانية لحامل سر الله في التابوت المعجز ليكون المعجزة الأبدية والسر التكويني في تبيان حالة السفينة الأولى .. وكأن الحنان يحمله على عينه ورعايته من قلب أمه المختارة الساجدة والملهمة بالوحي جبرائيل المقدس ...
إلى الهجرة كسهم ناري في قلب الحالة الطاغية ليكون موسى النبي عليه السلام أشبه بقنبلة مدوية تزلزل قلب القصر وحالة الوثن الجاثم :
وهو الذي جاء في قوله تعالى :

{أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي } : طه39

وفيما بين ولادة الحالة ومخاض الثورة إلى كل الزمن الممتد .. كان موسى النبي عليه السلام يزرع بذرة التمرد الأول في زوجة فرعون فكانت المؤمنة الثورية و المنحازة للخيار الرباني الموسوي هي حلقة الحب والوصال العرفاني ..
فكانت في مقام أمه في القصر وأمه الولهانة الحقه في الخارج تواصل دورها العاطفي والثورة من خلال تمام تهيئة القيادة الإلهية وتصعيدها لمستوى الإعلان والتمرد الشمولي الكاسح :
{ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي } : طه39
وكان الخروج الاصطفائي يحمل في ثناياه عبرة وتجربة رائدة في تشرب فكر التحدي ووسائط الثورة وكل المحتويات اللازمة । استطاع من خلاله من إنضاج الحالة في اختراق الحالة الوثنية وترتيب الملف الموسوي في البيت العمراني المبارك ॥ وكانت الثورية المختارة [ موسى بن عمران ] عليها السلام عبر الوحي المقدس تعمل كمهندسة وحلقة الإتصال لترتيب خطوات المشروع الثوري المواجه ॥ وكان هارون أخيه هو إمتداد القيادة والانقلاب الذي رعاه العلي القدير من البداية وحتى ختم النهاية ، تجلله حالة المحبة الإلهية المخصوصة لذات الله ।

... ومن ذات الله ... كان موسى النبي عليه السلام هو الكليم الأول والمرشح الفدائي الثوري الأول .. فكان اللقاء .. وكانت الثورة ..

{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }القصص30

وكان النداء الإلهي مغمورا بروح التجلي والمعجزة .. نور الله المزلزل لكل آثار المركبات المادية التي ألحقت بموسي الوليد الثوري الناهض بمشروع ثورة المستضعفين ... وهو أنكاد البيت المتأله الزائف المستبد .. والمحك هو اللقاء في جبل الطور والشموخ المقدس .. وكان النور يصنع من موسى في المشهد الأول معجزة جاهزة ومستلهما بقوة من بركات العطايا الإلهية في البقعة المباركة عند الشجرة المباركة .. فكانت صعقة النور للشاب الثوري والطليعي العمراني المريمي ذو الحس المرهف والولهان الشديد البأس والبطش ... تدفع بحالة النور للمصعوق بنور الحق ..
{وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }الأعراف143
مركب فيه صورة العنف الثوري المتسربل بروح النور في الصعقة الأولى ..
غابت فيها روحة المقدسة في عالم النور المخصوص ليقدمها العلى معجزة صارخة في مواجهة كل المركبات الأرضية المتعفنة بعفن الغرور ووباء التأله الزائف !! وكان النداء المقدس يصنع يقظة جديدة في مدرسة الثورة الإلهية ..إنه المثال الموسوي الهاروني يصنع على عين الله ومن قلب روحه ومحبته المصنوعة : { وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي } : طه39
وبهذا يكون الحق المتجلي بالنور يقدم للمنهج المحمدي صورة تاريخية في قرآن الله ومثال لصناعة العقل والأنموذج الموسوي الهاروني [ المحمدي العلوي ]
... ويكون المثال الراقي تجربة مقدمة إلهيا للعرب بأن يستوعبوا من روح القداسة وأنموذج العمق التاريخي مدرسة تكوينية ربانية ممتدة لحساب الصناعة الربانية الخاتمة .. لتمد الروح الموسوية الهارونية المتوحدة بالنور في قلب الحالة النور المحمدية الخاتمة .. ليكون موسى الثوري الحق والمدافع الحق هو المدافع الأول والممهد الأول لمقدم النبي محمد كلمة الله الأولى في العوالم .. إلى رسالة ثورة عدليه مطلقة محتومة ..

{يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } : النمل9

॥ تمام خيار العزة ليمتد موسى النبي الكليم من ذات الله إلى ذواتنا ومن عالم النور وصعقة النور إلي روح المهدي وتمام الهدي الخاتم
روحا متواصلة عبر ورثة النبوات الخاتمين
تعظمت حبيبي موسى عليك السلام في قلبي ثورة لأكون لك موسى الآخر في زمن النهاية
عهدا على التواصل مرة أخرى نحو الشمال ونحو القدس
فمن الجنوب إلى .. الجنوب ألقي السلام إلى روحك الصاعدة جوار الجبل الأحمر .. وأستأذن ربي أن يسكنك في روحي ثورة متوهجة أقدمها بجلال الله أعظم
هديه بين يدي إمامي الملهم المقدس عساي في هذا الصباح المبارك أن أحظى بتواصل بالدعاء لي ولهذه الجموع المحتجة بالتظاهر ضد مؤامرة مؤتمر
[ أنا بولس ] الخيانة في مدريد جديدة ..

ويبق العهد الموسوي المحمدي أن نحمل دمنا في وجه الخيانة ونتضرع بدمنا من دمنا أن يعجل الله بالفرج لخليفته المعظم وإمامنا الثوري الهادر بالخروج عاجلا .. والعهد عذرا سيدي.. الى موسى النبي وهارون البطل الثائر أن نمتد بين يديك في مواجهة ثورة عباد العجل الوثنية في دار العار وقلب إسرائيل الزانية وأم الزواني كما عبر أنبياء الله في كتاب العهد الأول ..
{وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى }طه13
خيار الله في موسي عليه السلام ممتد في أعماقنا تجللنا رعاية الرب الكريم أن نكون الأوفياء لعهد الثورة المقدسة الأولى .. نستمع لوحي الله في قرآنه متواصلا بجلال البركة وعلى محطة الخليفة المنتظر نستقبل خيارنا ودمنا لنستمع لما يوحي .. من جلال الوحي ذاته في عالم الروعة المشهود ..

قال الطبري رحمه الله :

[ يقول : اخترتك على الناس { برسالاتي } إلى خلقي أرسلتك بها إليهم { وبكلامي } كلمتك وناجيتك دون غيرك من خلقي { فخذ ما آتيتك } يقول : فخذ ما أعطيتك من أمري ونهيي وتمسك به واعمل ب [ ] { وكن من الشاكرين } لله على ما آتاك من رسالته وخصك به من النجوى بطاعته في أمره ونهيه والمسارعة إلى رضاه ]

تفسير الطبري ج/7 /57 قوله تعالى :
" قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين (144)

وهكذا القرآن يتحدث عن حالة ومثال خطير في الإصطفاء الخاص على الناس وهم الذين في عصره عليه السلام وهو :
[ قوله تعالى : { قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي } الاصطفاء : الاجتباء أي فضلتك ولم يقل على الخلق لأن من هذا الاصطفاء أنه كلمه وقد كلم الملائكة وأرسله وأرسل غيره فالمراد على الناس المرسل إليهم ]
تفسير القرطبي 7/248 قوله تعالى : " قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين (144( " وكان تمام الجلال بتمني التوحد الموسوي بمحمد وآل محمد الطاهرين ..
" أنظر مفهوم : " مصطلح الأمة في القرآن " منشور على
موقع أمة الزهراء : نفس المصدر السابق

وفي قصة الألواح والتنزيل يكتشف موسى النبي عليه السلام ذات السر وكلمة السر المحمدية .. والآن لنستمع كلمة السر في الإعلان الموسوي المقدس قوله :
عن قتادة قوله : { أخذ الألواح } [ الأعراف : 154 ]

قال : النبي موسى عليه السلام :
[ رب إني أجد في الألواح أمة خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فاجعلهم أمتي ! قال : تلك أمة محمد !
قال عليه السلام :
: رب إني أجد في الألواح أمة هم الآخرون - أي آخرون في الخلق - السابقون في دخول الجنة رب اجعلهم أمتي ! قال : تلك أمة أحمد ! قال : رب إني أجد في الألواح أمة أناجيلهم في صدورهم يقرأونها - وكان من قبلهم يقرأون كتابهم نظرا حتى إذا رفعوها لم يحفظوا شيئا ولم يعرفوه قال قتادة : وإن الله أعطاكم أيتها الأمة من الحفظ شيئا لم يعطه أحدا من الأمم - قال : رب اجعلهم أمتي ! قال : تلك أمة أحمد !
قال عليه السلام :
: [ رب إني أجد في الألواح أمة يؤمنون بالكتاب الأول وبالكتاب الآخر ويقاتلون فضول الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الكذاب فاجعلهم أمتي ! قال : تلك أمة أحمد ! قال : رب إني أجد في الألواح أمة صدقاتهم يأكلونها في بطونهم ثم يؤجرون
عليها - وكان من قبلهم من الأمم إذا تصدق بصدقة فقبلت منه بعث الله عليها نارا فأكلتها وإن ردت عليه تركت تأكلها الطير والسباع قال : وإن الله أخذ صدقاتكم من غنيكم لفقيركم - قال : رب اجعلهم أمتي ! قال : تلك أمة أحمد ! قال : رب إني أجد في الألواح أمة إذا هم أحدهم بحسنة ثم لم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشر أمثالها إلى سبعمائة رب اجعلهم أمتي ! قال : تلك أمة أحمد ! قال : رب إني أجد في الألواح أمة إذا هم أحدهم بسيئة لم تكتب عليه حتى يعملها فإذا عملها كتبت عليه سيئة واحدة فاجعلهم أمتي ! قال : تلك أمة أحمد ! قال : رب إني أجد في الألواح أمة هم المستجيبون والمستجاب لهم فاجعلهم أمتي ! قال : تلك أمة أحمد قال : رب إني أجد في الألواح أمة هم المشفعون والمشفوع لهم فاجعلهم أمتي ! قال : تلك أمة أحمد ]

قال : وذكر لنا أن نبي الله موسى عليه نبذ الألواح وقال :

[ اللهم اجعلني من أمة أحمد ! قال : فأعطي نبي الله موسى عليه السلام ثنتين لم يعطهما نبي قال الله : { يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي }
[ الأعراف : 143 ] قال : فرضي نبي الله ثم أعطي الثانية : { ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون } [ الأعراف : 159 ]
قال : فرضي نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم كل الرضا


حدثني محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة قال :
[ لما أخذ موسى الألواح قال : يا رب إني أجد في الألواح أمة هم خير الأمم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فاجعلهم أمتي ! قال : تلك أمة أحمد !
قال : يارب إني أجد في الألواح أمة هم الآخرون السابقون يوم القيامة فاجعلهم أمتي ! قال : تلك أمة أحمد ]

ثم ذكر نحو حديث بشر بن معاذ إلا أنه قال في حديثه :
[ فألقى موسى عليه السلام الألواح وقال : اللهم اجعلني من أمة محمد صلى الله عليهما
قال أبو جعفر : والذي هو أولى بالصواب من القول في ذلك أن يكون سبب إلقاء موسى الألواح كان من أجل غضبه على قومه لعبادتهم العجل لأن الله جل ثناؤه بذلك أخبر في كتابه فقال :
{وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ } الأعراف150] ...

وذكر أن الله لما كتب لموسى عليه السلام في الألواح التوراة أدناه منه حتى سمع صريف القلم ]
تفسير الطبري ج6/64 في قوله تعالى : " ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين )
= تفسير : الدر المنثور ج 3/553 و ص 557 قوله تعالى : " قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين ( 71( ، قوله تعالى : : تفسير النسفي ج2/361 =
" قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين (144) وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين (145( = تفسير الصنعاني ج 2/237 : نفس الآية .

وهكذا كان يمتد الكليم العظيم السامع لصريف القلم عند باب عرش الرحمن ينتظر القادم من ملكوت الله وحضرته ليؤكد علية بالرجوع الى الله تعالى في اختصار الصلاة فكان النبي محمد الذي يستحي من حضرة الله تعالى يعود برقته .. فكان للتلاحم الموسوي المحمدي كل الرضا .. فجعل الله تعالى الصلاة في الأمة المحمدية من خمسين صلاة إلى خمسة صلوات بأجر الخمسين ..
فبني إسرائيل لم يطيقوا !!
وبهذا كان للنداء الإلهي للقيادة نورا متوهجا ورصيدا عميقا ممتدا ...
يسري بنوره في عمق الأجيال....

{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى }طه11 ..
وهو النداء المقدس في الواد المقدس . بإسم الذات المقدس والتهيئة لعالم التلقي
{إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى } طه12
انه نداء الإصطفاء والتجلي الرائع لأنموذج المختارين يتجدد
{وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى }طه13
{ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } : طه14
وفي ظلال النداء الإلهي بالعبودية تخرج من طيات نوره تعالى خبر الساعة من خلال ربط المشروع الموسوي بالمشروع المهدوي المحمدي الخاتم ..
وهو قوله تعالى في علاه :
{وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ }الحج7
وقد ذكرت قرائتنا في " مصطلح الساعة "
: منشور على موقع أمة الزهراء : نفس المصدر السابق
أن المراد من المصطلح القرآني هو إبراز خبر الظهور المحتوم الخاتم لإمام العالمين خليفة الله المهدي في صورة موسوية خاتمة وهو ربط قدري بين صورة العظمة والتحدي التوحيدي الموسوي المهدوي في مواجهة عبدة العجل الوثنيين في دار إسرائيل الزانية وبيت الفجور المرتد كما وصف الأنبياء .

أنظر : كتابنا : الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية " تحت الطبع "
وفي حالة التجلي مع الله تعالى ، كان موسى النبي عليه السلام يسأل الله تعالى بالولاية لأخيه هارون أنموذج المساندة لقيادة الثورة بأن يجعل الله تعالى هارون وزيرا قويا وعضدا يدعم جدار الثورة وهو قوله تعالى في البيان الموسوي :

{وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي } : طه29
: وفيه الدعوة الى تشكيل ووزارة الحكومة الثورية الجديدة ظهير للنبوة الموحاة . {هَارُونَ أَخِي } : طه30
أخوة النبوة وسند المواجهة ..
{اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي } طه:3 ــ 32 .
بيان المساندة المؤازرة المصيرية الموسوية الهارونية
... [التوحد النوراني ]
وفيه الإستجابه الربانية للرغبة الموسوية في تحقيق المثال والأنموذج الجبهوي للقيادة الإلهية الصاعدة .

{قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى }طه36

وكانت الاستجابة الربانية يحقق قانون الاستخلاف الإلهي في مقام الولاية الربانية في عقب الأنبياء عليهم السلام في وراثة النبوة بالولاية ..

وهو ما اصطلحنا عليه في مباحثنا :

[ في القرآن بالولاية العظمى ]

.. وفي الختم سيظل النداء الإلهي هو القوة الروحية الخفية والممتدة عبر الأجيال القادرة على إعطاء روحا جديدة في بلورة القيادة الإلهية الخاتمة .. والتي سيختم به العلي الدنيا .. وهو خليفة الله المهدي عليه السلام .. {يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }النمل9
وهذا العطاء الإلهي في المثال الموسوي في سورة : الأعراف وطه .. هو الرصيد المستمر لعلو الله تعالى في دولة العدل الخاتمة وهو قول الحق تعالى :
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ }النور55



ــ الأنموذج الموسوي القيادة والمعجزة :

وهكذا نرى العطاء الإلهي يمتد بالقيادة الإلهية بالإمدادات المعجزة وهي تمثيل لقيمة التحدي الإلهي بالنبوة في مواجهة الضغط الوثني وحالة المناكفة المستبدة المنهارة داخليا من جراء الثورة الإلهية الى حد قهره بالمعجزة وانتهاء بمعجزة البحر ليبتلع كل مدعي الألوهية الوثنية بأنهم مشطوبون
من هامش التاريخ لا محالة .
{ يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }النمل9

فبالعزة والحكمة الإلهية يكون القوة وثبات الجأش في المواجهة وكذلك قوة الغوث الإلهي في لغة منطق المواجهة وبلاغة التحدي الأقوي حين ظهور الحق بالمعجزة .. وفيه قول الحق تعالى :

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ }الأعراف117
{وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ }النمل10
{وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ }القصص31
{وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى }طه22
{وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ }النمل12
{اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ }القصص32
وتفصيل حالة المعجزات فيه قيمة الدلالة والمراد الإلهي ... هي انتصار حزب الله الموسوي في مواجهة " حزب الشطان الفرعوني " .. واعلان الولاية الهارونية بالمعجزات الربانية .

الأنموذج الداوودية المهدوي في الاستخلاف:
أنموذج طالوت النبي عليه السلام " القيادة والنبوة "

لقد شاءت الإرادة العلية في القرآن أن تتلازم حالة الفرج والنصر والتدخل الإلهي بحالة الإخراج والملاحقة من الأهل والعشيرة وكل الظالمين وسنة الله المتحققة في تاريخ النبوات هي ذاتها المتحققة مع النبي الأعظم وكل الصالحين الذي التحفوا بالنبي وصدقوه وآزروه صلى اله عليه وآله وسلم وهو ما عرف بالهجرة النبوية
وقد ذكرت قرائتنا : الأزمة الروحية والثورة الروحية :
في تعريف الإخراج بأنه:
" حالة تآمرية وسياسية تستهدف تطويق الحركة الروحية التغييرية وخلق واقع استضعافي يضمن تنفيذ المؤامرة المعادية للإسلام والجهاد ..
وهم سمة تلاحق كل الثوريين والمناضلين من أجل إحقاق الحق الإلهي في البشر ، وللإخراج والمطاردة والتعذيب آثارها كحركة إعاقة لخط الثورة الروحية العقيدية ، ذلك أن الحركات الروحية المناضلة هي التي تستأثر عن غيرها في زمان هيمنة الزيف بالتصفية ومحاولات السحق والإبادة .. ]

كتابنا : الأزمة الروحية والثورة الروحية : نفس الصدر السابق ص296 ج7 : باب " الإخراج والإبعاد السياسي "

" وأما تأويل قوله تعالى :
{ وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا }
فإنه يعني : وقد أخرج من غلب عليه من رجالنا ونسائنا من ديارهم وأولادهم ومن سبي وهذا الكلام ظاهره العموم وباطنه الخصوص لأن الذين قالوا لنبيهم :
{ ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله }
كانوا في ديارهم وأوطانهم وإنما كان أخرج من داره وولده من أسر وقهر منهم وأما قوله :
{ فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم } يقول : فلما فرض عليهم قتال عدوهم والجهاد في سبيله { تولوا إلا قليلا منهم } يقول : أدبروا مولين عن القتال وضيعوا ما سألوه نبيهم من فرض الجهاد والقليل الذين استثناهم الله منهم هم الذين عبروا النهر مع طالوت وسنذكر سبب تولي من تولى
منهم وعبور من عبر منهم النهر بعد إن شاء الله إذا أتينا عليه يقول الله تعالى ذكره : { والله عليم بالظالمين }
يعني : والله ذو علم بمن ظلم منهم نفسه فأخلف الله ما وعده من نفسه وخالف أمر ربه فيما سأله ابتداء أن يوجبه عليه وهذا من الله تعالى ذكره تقريع لليهود الذين كانوا بين ظهراني مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم في تكذيبهم نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ومخالفتهم أمر ربهم يقول الله تعالى ذكره لهم : إنكم يا معشر اليهود عصيتم الله وخالفتم أمره فيما سألتموه أن يفرضه عليكم ابتداء من غير أن يبتدئكم ربكم بفرض ما عصيتموه فيه فأنتم بمعصيته - فيما ابتدأكم به من إلزام فرضه - أحرى وفي هذا الكلام متروك قد استغني بذكر ما ذكر عما ترك منه وذلك أن معنى الكلام : قالوا : وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فسأل نبيهم ربهم أن يبعث لهم ملكا يقاتلون معه في سبيل الله فبعث لهم ملكا وكتب عليهم القتال
{ فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين ]

تفسير الطبري ج2/610 قوله تعالى :
" ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين (246)
وفي تفسير الطبري أيضا عن :
[وهب بن منبه قال : لما قالت بنو إسرائيل :
{ أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم }
قال : واجتمع بنو إسرائيل فكان طالوت فوقهم من منكبيه فصاعدا وقال السدي :
[ أتي النبي صلى الله عليه وسلم بعصا تكون مقدارا على طول الرجل الذي يبعث فيهم ملكا فقال : إن صاحبكم يكون طوله طول هذه العصا فقاسوا أنفسهم بها فلم يكونوا مثلها فقاسوا طالوت بها فكان مثلها ] حدثني بذلك موسى قال حدثنا عمرو قال حدثنا أسباط عن السدي وقال آخرون : بل معنى ذلك :
{ إن الله اصطفاه عليكم وزاده }
مع اصطفائه إياه { بسطة في العلم والجسم }
يعني بذلك : بسط له مع ذلك في العلم والجسم ..
ذكر من قال ذلك : حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد :
{ إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم }
بعد هذا قال أبو جعفر :
يعني تعالى ذكره بذلك : إن الملك لله وبيده دون غيره { يؤتيه } يقول : يؤتي ذلك من يشاء فيضعه عنده ويخصه به ويمنعه من أحب من خلقه يقول : فلا تستنكروا يا معشر الملإ من بني إسرائيل أن يبعث الله طالوت ملكا عليكم وإن لم يكن من أهل بيت المملكة فإن الملك ليس بميراث عن الآباء والأسلاف ولكنه بيد الله يعطيه من يشاء من خلقه فلا تتخيروا على الله وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمه قال حدثني ابن إسحاق قال حدثني بعض أهل العلم عن وهب بن منبه :
{ والله يؤتي ملكه من يشاء } الملك بيد الله يضعه حيث يشاء ليس لكم أن تختاروا فيه حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج قال قال ابن جريج قال مجاهد : ملكه سلطانه حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : { والله يؤتي ملكه من يشاء } سلطانه وأما قوله :
{ والله واسع عليم } فإنه يعني بذلك : { والله واسع } بفضله فينعم به على من أحب ويزيد فيه من يشاء { عليم } بمن هو أهل لملكه الذي يؤتيه وفضله الذي يعطيه فيعطيه ذلك لعلمه به وبأنه لما أعطاه أهل : إما للإصلاح به وإما لأن ينتفع هو به ]
نفس المصدر ج2/615 قوله تعالى :
" وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم (247)
[قال أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بذلك : وقال للملإ من بني إسرائيل نبيهم شمويل : [ صموئيل ] إن الله قد أعطاكم ما سألتم وبعث لكم طالوت ملكا فلما قال لهم نبيهم شمويل ذلك قالوا : أنى يكون لطالوت الملك علينا وهومن سبط بنيامين بن يعقوب وسبط بنيامين سبط لا ملك فيهم ولا نبوة ونحن أحق بالملك منه لأنا من سبط يهوذا بن يعقوب { ولم يؤت سعة من المال } يعني : ولم يؤت طالوت كثيرا من المال لأنه سقاء وقيل : كان دباغا وكان سبب تمليك الله طالوت على بني إسرائيل وقولهم ما قالوا لنبيهم شمويل :
{ أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال }
عن وهب بن منبه قال : لما قال الملأ من بني إسرائيل لشمويل بن بالي ما قالوا له سأل الله نبيهم شمويل أن يبعث لهم ملكا فقال الله له : انظر القرن الذي فيه الدهن في بيتك فإذا دخل عليك رجل فنش الدهن الذي في القرن فهو ملك بني إسرائيل فادهن رأسه منه وملكه عليهم وأخبره بالذي جاءه - فأقام ينتظر متى ذلك الرجل داخلا عليه وكان طالوت رجلا دباغا يعمل الأدم وكان من سبط بنيامين بن يعقوب وكان سبط بنيامين سبطا لم يكن فيهم نبوة ولا ملك فخرج طالوت في طلب دابة له أضلته ومعه غلام له فمرا ببيت النبي عليه السلام فقال غلام طالوت لطالوت : لو دخلت بنا على هذا النبي فسألناه عن أمر دابتنا فيرشدنا ويدعو لنا فيها بخير ! فقال طالوت : ما بما قلت من بأس ! فدخلا عليه فبينما هما عنده يذكران له شأن دابتهما ويسألانه أن يدعو لهما فيها إذ نش الدهن الذي في القرن فقام إليه النبي عليه السلام فأخذه ثم قال لطالوت : قرب رأسك ! فقربه فدهنه منه ثم قال : أنت ملك بني إسرائيل الذي أمرني الله أن أملكك عليهم ! - وكان اسم طالوت بالسريانية : شاول بن قيس بن أبيال بن ضراربن يحرب بن أفيح بن آيس بن بنيامين بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم - فجلس عنده وقال الناس : ملك طالوت ! ! فأتت عظماء إسرائيل نبيهم وقالوا له : ما شأن طالوت يملك علينا وليس في بيت النبوة المملكة ؟ قد عرفت أن النبوة والملك في آل لاوي وآل يهوذا ! فقال لهم :
{ إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم }
.. عن وهب بن منبه قال : قالت بنو إسرائيل لأشمويل : ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ! قال : قد كفاكم الله القتال ! قالوا : إنا نتخوف من حولنا فيكون لنا ملك نفزع إليه ! فأوحى الله إلى أشمويل : أن ابعث لهم طالوت ملكا وادهنه بدهن القدس فضلت حمر لأبي طالوت فأرسله وغلاما له يطلبانها فجاءا إلى أشمويل يسألانه عنها فقال : إن الله قد بعثك ملكا على بني إسرائيل قال : أنا ؟ قال : نعم ! قال : أو ما علمت أن سبطي أدنى أسباط بني إسرائيل ؟
قال : بلى ! قال : أفما علمت أن قبيلتي أدنى قبائل سبطي ؟ ! قال : بلى ! قال : أما علمت أن بيتي أدنى بيوت قبيلتي ؟ قال : بلى ! قال : فبآية آية ؟ قال : بآية أنك ترجع وقد وجد أبوك حمره وإذا كنت بمكان كذا وكذا نزل عليك الوحي ! فدهنه بدهن القدس فقال لبني إسرائيل :
{ إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم }
...عن السدي قال : لما كذبت بنو إسرائيل شمعون وقالوا له : إن كنت صادقا فابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله آية من نبوتك قال لهم شمعون : عسى إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا ؟
{ قالوا وما لنا أن لا نقاتل في سبيل الله }
الآية دعا الله فأتي بعصا تكون مقدارا على طول الرجل الذي يبعث فيهم ملكا فقال : إن صاحبكم يكون طوله طول هذه العصا فقاسوا أنفسهم بها فلم يكونوا مثلها وكان طالوت رجلا سقاء يسقي على حمار له فضل حماره فانطلق يطلبه في الطريق فلما رأوه دعوه فقاسوه بها فكان مثلها فقال لهم نبيهم :
{ إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا } قال القوم : ما كنت قط أكذب منك الساعة ! ونحن من سبط المملكة وليس هو من سبط المملكة ولم يؤت سعة من المال فنتبعه لذلك ! فقال النبي : { إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم } عن قتادة قال : بعث الله طالوت ملكا وكان من سبط بنيامين سبط لم يكن فيهم مملكة ولا نبوة وكان في بني إسرائيل سبطان : سبط نبوة وسبط مملكة وكان سبط النبوة سبط لاوي إليه موسى وسبط المملكة يهوذا إليه داود وسليمان فلما بعث من غير سبط النبوة والمملكة أنكروا ذلك وعجبوا منه وقالوا :
{ أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه } ؟ قالوا : وكيف يكون له الملك علينا وليس من سبط النبوة ولا من سبط المملكة ؟ فقال الله تعالى ذكره :
{ إن الله اصطفاه عليكم }
[عن ابن عباس قال : أما ذكر طالوت إذ قالوا :
{ أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال } ؟ فإنهم لم يقولوا ذلك إلا أنه كان في بني إسرائيل سبطان : كان في أحدهما النبوة وكان في الآخر الملك فلا يبعث إلا من كان من سبط النبوة ولا يملك على الأرض أحد إلا من كان من سبط الملك وأنه ابتعث طالوت حين ابتعثه وليس من أحد السبطين واختاره عليهم وزاده بسطة في العلم والجسم ومن أجل ذلك قالوا :
{ أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه }
تفسير الطبري :نفس المصدر السابق

الأنموذج الطالوتي المهدوي :
معجزة تابوت السكينة :

والسؤال لماذا تابوت السكينة وما هو سره ومعجزته :

ــ [ وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين (248(
الشوكاني : فتح القدير ج1/401 تفسير الآية ..

ــ [ وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين (248)

{ وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت } وكان تابوتا أنزله الله تعالى على آدم عليه السلام فيه صور الأنبياء عليهم السلام كانت بنو إسرائيل يستفتحون به على عدوهم فغلبتهم العمالقة على التابوت فلما سألوا نبيهم البينة على ملك طالوت قال : إن آية ملكه أن يرد الله تعالى التابوت عليكم فحملت الملائكة التابوت حتى وضعته في دار طالوت وقوله : { فيه سكينة من ربكم } أي : طمأنينة كانت قلوبهم تطمئن بذلك ففي أي مكان كان التابوت سكنوا هناك وكان ذلك من أمر الله تعالى
{ وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون }
أي : تركاه هما وكانت البقية نعلي موسى وعصاه وعمامة هارون وقفيزا من المن الذي كان ينزل عليهم { تحمله الملائكة } أي : التابوت { إن في ذلك لآية } أي : في رجوع التابوت إليكم علامة : مصدقين
أن الله قد ملك طالوت عليكم { إن كنتم مؤمنين }

الوجيز للواحدي ج1/197 تفسير الآيات
الأنموذج الداوودي الإستخلافي :

وهنا وكما يبدو في السياق أن الله ووفق تقدير منه سبحانه وتعالى قد حكم في التنزيل والوحي أن النبوة هي من جنس الإصطفاء المطهرين والساجدين منذ خلقوا في الأزل ، ولكنه تعالى قد جعل النبوة وهي مسألة تنفيذية للموضوع والآداء الإصفائي يجعلها الله تعالى في زمن النبوات أو غيرها في يد المتقين من عباده الذين جعلهم عضدا للرساليين وهم حملة المنهج الرسالي والمستخلصين من العباد على منهج الرسل وهم من يعرفوا في التاريخ بالحواريين وهم المخلوقين ربانيا لحالة الأنبياء عليهم السلام ، وليكونوا شيعة الأنبياء وأولياء الحق عبر التواريخ والأجيال . ولهذا جاء كان الجعل الإلهي يترسخ في ملك طالوت ليهيئ الله تعالى الموضوع الإستخلافي في النبي داوود وهو الوريث الحقيقي من سلالة النبيين عليهم السلام وذلك حسما لأزمة الإستشعار الأنوي والذاتي في اليهود المخالفين تاريخيا للنبوات وهذا الإرت المسيائي اللعين والجدل العقيم ..والموروث منذ العهد الموسوي الهاروني عبر تجربة السامري الدجال اللعين كان يسقط عبر الخيار الإعجازي الإلهي ليهيئ العلي القدير
[ القيادة الإلهية ] الأزلية المخلوقة ..

فكان التقدير الإلهي يحدد حالة النور ويثبت عبر النبوة والمعجزة انبثاق قيادة أمة ورسالة أمة وخلافة أمة ويؤكد سبحانه حالة الأحقية التاريخية ويضعها في السياق الإلهي الثابت ، ولهذا كان الإبتلاء بالخروج والقتال هو أكبر امتحان لهؤلاء المسوفين والمتخاذلين وهم أعوان المنهج السامري القديم ، ذلك حين رفعوا شعار الجهاد والمقاومة لم يرفعوه لتأكيد المنهج والطاعة الإلهية بل رفعوه للمزايدة السياسية واستثمار الوقت لتثبيت الخيارات الأرضية فهم أنفسهم الذين اتخذوا العجل السامري إلها حين كان موسى النبي العظيم علية السلام ماثلا في الجبل وقد آنسه الله تعالى بالنور والاصطفاء والنبوة . ..

وكان المنهج الابليسي المعطل لمار الحركة الرسالية يحاول تاريخيا تأكيد ذاته عبر الوسائط المنحطة ، سواء بالقتل والاغتيال أو بالتشويه والاستحقار وهذا هو الذي حدث مرة أخرى في تجربة طالوت عليه السلام والذي جعل الله تعالى وهو المستعلي العظيم له العلو في التقدير عبر المعجزة ، فسخر له الحجارة والمقلاع وحسب الرواية تكلمت الحجارة بين يديه وهذا هو الأنموذج الإلهي المتواصل في الأرض المقدسة والذي سيتواصل في الخلافة الخاتمة تأكيدا على قدسية العطاء الإلهي في الأرض والإنسان .. وليكون المقلاع ثورة صاروخية معجزة تسقط مشروعية الكفر الماشيحاني اليهودي المتمركز في الأرض المقدسة وبوقه قرن العجل الذهبي يصرخ به دبليوبوش حفيد السامري الملعون !! في واشنطن .. هذه هي الحقيقة الصراعية خليفة الله المهدي الخاتم عليه الصلاة والسلام يقف على الأبواب ليؤكد ذات الحقيقة النبوية والإلهية التاريخية ..

فكان طالوت عليه السلام في ذات الخيار يؤكد الحالة الداوودية عبر المعجزات والخيارات الإلهية ॥ ليمتد داوود النبي على قامة التاريخ باسطا كفيه كأجنحة الملائكة عابدا تقيا متبتلا ممتثلا لأمر الحي القيوم يختط طريقا في البحر يبسا على خطى الأسلاف الموسويين التاريخيين ।

والقرآن الكريم يحدد داوود النبي عليه السلام كأحد المحاور الثابتة في الاستخلاف والنبوة عبر المعجزات .. في مواجهة القوى الوثنية المتألهة ...
قال تعالى :


{ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ } : ص26

والسياق القرآنية يؤكد بوضوح الحالة الداوودية في الاستخلاف المخصوص وضعه تعالى في الموضوع الاصطفائي الخاص والمثال المركزي لحالة التوطئة الأزلية المحمدية ، فكان الخليفة الإلهي داوود عليه السلام نموذجا حيا لتأكيد الأنموذج المحمدي الخاتم لخلافة سيد آل محمد الوارث وهو المهدي عليه السلام .. وهو الذي يقف بقوة الله ومعجزاته لينتقم من الأنموذج اليهودي السامري اللعين في الأرض المقدسة ..ويرسي معالم القيادة الإلهية المحمدية الخاتمة .. عابد خاشعا كخشوع النسر كما في حديث النبوة .. " المهدي خاشع لله كخشوع النسر جناحيه "
كتب الفتن لابن حماد ص 255= عقد الدرر ص31 = ابن حجر الهيثمي : القول المختصر في علامات المهدي المنتظر ص 71
يقف وارثا إلهيا وممثلا لحالة النبوات المقدسة أنموذجا ممتزجا بصبغة الله وسربال القداسة .. والآية الكريمة في وجهتنا التفسيرية تؤكد الأنموذج الخاص الخاتم من خلال المثال الداوودي المكرم .. أنموذجا شموليا في مواجهة حركة الطغيان الوثني الماشيحاني الأرضي وهو عليه الصلاة والسلام مجتث الكلمة الوثنية والشجرة الخبيثة الملعونة من على كل الأرض .. متطابقا في قوله تعالى :
{وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }إبراهيم26
وهو استئصال الحالة الإفسادية الإسرائيلية من خلال المعجزات الإلهية المحطمة لأنموذج الإساءة الإسرائيلية في زمن وعد الآخرة ، وهو الواضح الجلي في الخطاب القرآني التاريخي لبني اسرائيل المفسدين في الأرض وهو قول الحق تعالى :
{{ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً }الإسراء7

والذي سيدخل الأرض المقدسة على ذات الأنموذج الموسوي اليشوعي
[ يشوع بن نون ]
هو الخليفة الإلهي الخاتم خليفة الله المهدي عليه السلام .. ويحطم العماليق الوهميين الإسرائيليين الوثنيين كما حطم يشوع النبي عليه السلام الأنموذج العماليقي الوثني في الأرض المقدسة ..

وفي السياق من موضوع المبحث .. نؤكد أن الأنموذج اليشوعي البطل في تاريخ التوحيد الإسرائيلي قد تعرض بكل أسف لهجمة عالمية يهودية وثنية من قبل حاخامات اليهود ومن لتبعهم من رواد الحركة الصهيونية وعبر طيات تاريخ العهد القديم المسمى زورا التوراة ..

وهي صورة للفكر الماشيحاني المزيف والمحرف بأقسى أشكال التحريف في مواجهة الأنبياء وكان المراد الصهيو ماشيحاني يستهدف تحطيم الأنموذج اليشوعي البطل وهو الذي قتل آلاف اليهود في سيناء كما حدود نهر الأردن لرفضهم الأمر المقدس في معركة التحرير الإلهية ..في فلسطين وفي متابعاتي لكتاب العهد القديم وجدت حالة تزوير وتناقض خسيسة ضد النبي يشوع
[ يوشع بن نون ]
وكان هذا التزوير الذي أفردنا بحمد الله تعالى له بابا خاصا في كتابنا : الأنبياء في مواجهة العقيدة الوثنية الإسرائيلية . والذي نرجو من الله تيسير نشره لأهميته في الفترة المقبلة نقوا لقد استهدف اليهود الوثنيين والقوميين وكذلك القوميين العرب والفلسطينين ممن حملوا عقائد الفكر المسيائي اليهودي الزائف في قلب القضية الفلسطينية التوحيدية أمرين محددين :

الأول : شطب مفهوم التاريخ التوحيدي النبوي التحريري وتزوير ملامح القيادة الإلهية في القرآن وكذا. .. خطاب الأنبياء عليهم السلام .
الثاني : العمل على تطبيع الفكر التاريخي بملامح الفكر الوثني الأساطيري والذي نبتت عبر أيديولوجيته الإفسادية كلمة الخبث اليهودية الماسونية والفكر الصهيوني الماشيحاني الاستيطاني والذي كان معاديا من ألفه الى ياءه لفكر الأنبياء التحريري عليهم السلام ،

وقد فندت بحمد الله تعالى معظم النصوص الواردة في كتاب العهد القديم المسمى خطأ ب [ التوراة ] رد الأنبياء القاسي عليها .. هذا وان سفر يوشع بن نون " يشوع " قد تعرض لحالة تشويه وثنية بشعة من حاخامات السبي مستهدفين تحويله الى ( رؤية دموية صهيونية قاتله ) وليحولوا يشوع النبي وهو من سلالة النبيين المطهرين الى شخصية دموية ، فالتلمود البابلي الذي حول الأنبياء الى قتلة وصور موسى النبي الى دموي يستحق الإعدام وأنه انما قتل إعداما بسبب خيانته ..ومريم المقدسية الى خارجة عن القانون الأخلاقي هو ذاته الذي يزيف لحتى اليوم الفكر اليشوعي التحريري الى حالة من الهمجية والقرآن الكريم هو الذي يفضح هذا النهج الوثني الإسرائيلى عبر العديد من سور القرآن الكريم وهو قوله تعالى
لموسى النبي القائد الإلهي الفذ عليه الصلاة والسلام :
{يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ }المائدة21
وهنا يصف القرآن برافضي الدخول لتحرير الأرض المباركة المقدسة عبر الخليقة هم الخاسرين . أي الرافضين للأمر الموسوي واليشوعي المقدس بعمليه التحرير الكاسحة والتي لولا الله تعالى ومعجزاته الخارقة وأفذاذه الفاتحين لكانت فلسطين لحتى اليوم قلعة عالمية لعبادة الآلهة الوثنية وتصدير الأصنام للعالم .. وعندما ساد الفكر الصهيوني الوثني لغزو فلسطين عبر روسيا الشيوعية الملحدة وموطن الخزر الوثنيين التاريخيين تحولت فلسطين مرة أخرى بعد تحريرها المقدس الى حظيرة للنازيين الوثنيين اليهود والذي سماهم القرآن الكريم بالمفسدين في الأرض ..
وهنا لن يطيل بحثنا للرد على مفتريات اليهود على يشوع عليه السلام .. ولكن نختصر القول أن يشوع والنبي موسى عليهم الصلاة والسلام كانوا هم أصل النبوة والمباركين القادمين مثل نبي الله داوود وسلمان ابن داوود عليهم السلام والذي حولوا فلسطين أرضا للعدالة الإلهية وكانوا عليهم السلام أنموذجيا فذا حقا للقيادة الإلهية التحريرية التي رسمت عبر الأجيال لجماهير الموحدين خط الأصالة المقدسة عبر المحور الشامي المقدس وخط التحرير العالمي الذي سيؤكده خليفة الله المهدي عليه السلام نيابة عن الله تعالى والنبي المقدس صلى الله عليه وآله وسلم ..
ولهذا كان داوود النبي عليه السلام يختم الأنموذج الموسوي في الاستخلاف العادل في دولة المطهرين العادلة .. فكان داوود عليه السلام والذي عظمه الله تعالى في قرآنه فوصفه ب [ الخليفة ] والبيت السليماني الداوودي هو بيت الأوابين وقد وصهم القرآن الكريم بهذا الوصف ليؤكد العلي القدير أن حالة الإصطفاء للقيادة الإلهية لن يكون إلا من طينة القداسة النورانية في الإصطفاء وهو قول الحق تعالى :
{اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ } : ص17
{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } : ص30

{وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } : ص44
[عن ابن عباس { نعم العبد إنه أواب } قال : الأواب : المسبح ] [ أثنى الله تعالى عليه ومدحه بأنه { نعم العبد إنه أواب } أي رجاع منيب ] وهو المطيع ॥


تفسير الطبري ج/10/576 قوله تعالى : " ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب (30 = تفسير ابن كثير ج/4 / 51 تفسير الآيات ..

وكان مزامير داوود مثالا تاريخيا عبر الأجيال للثورة الروحية الربانية المتصاعدة والمعبرة عن روح الخلافة الإلهية الحقة ..

[وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال : الزبور ثناء على الله ودعاء وتسبيح
وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الرحمن بن مردويه قال :

في زبور آل داود ثلاثة أحرف : طوبى لرجل لا يسلك سبيل الخطائين وطوبى لمن لم يأتمر بأمر الظالمين وطوبى من لم يجالس البطالين

وأخرج أحمد في الزهد عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال :
في أول شيء من مزامير داود عليه السلام : طوبى لرجل لا يسلك طريق الخطائين ولم يجالس البطالين ويستقيم على عبادة ربه عز وجل فمثله كمثل شجرة نابتة على ساقية لا يزال فيها الماء يفضل ثمرها في زمان الثمار ولا تزال خضراء في غير زمان الثمار
وأخرج أحمد عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال : قرأت في بعض زبور داود عليه السلام تساقطت القرى وأبطل ذكرهم وأنا دائم الدهر مقعد كرسي للقضاء
وأخرج أحمد عن وهب رضي الله عنه قال :
وجدت في كتاب داود عليه السلام أن الله تبارك وتعالى يقول :
" بعزتي وجلالي إنه من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما ترددت عن شيء أريد ترددي عن موت المؤمن قد علمت أنه يكره الموت ولا بد له منه
وأنا أكره أن أسوءه "

قال : وقرأت في كتاب آخر : إن الله تبارك وتعالى يقول : " كفاني لعبدي مالا إذا كان عبدي في طاعتي أعطيته قبل أن يسألني واستجبت له من قبل أن يدعوني فإني أعلم بحاجته التي ترفق به من نفسه " قال : وقرأت في كتاب آخر : إن الله عز وجل يقول : " بعزتي إنه من اعتصم بي وإن كادته السموات بمن فيهن والأرضون بمن فيهن فإني أجعل له من بين ذلك مخرجا ومن لم يعتصمني بي فإني أقطع يديه من أسباب السماء وأخسف به من تحت قدميه الأرض فأجعله في الهواء ثم أكله إلى نفسه "
وأخرج أحمد عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : في حكمة آل داود وحق على العاقل أن لا يشتغل عن أربع ساعات : ساعة يناجي ربه وساعة يحاسب ]

السيوطي : الدر المنثور ج5/303 قوله تعالى : " ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا (85(

[عن الأعمش قال قال ابن عباس رضي الله عنه أوحى الله عز وجل الى داود قل للظلمة لا يذكروني فان حقا علي ان اذكر من ذكرني وان ذكرى إياهم ان ألهنهم حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا إسماعيل بن محمد حدثنا مروان حدثنا أيوب الفلسطيني قال مكتوب في مزامير داود عليه السلام تدري لمن اغفر من عبادي قال لمن يا رب قال للذي إذا أذنب ذنبا ارتعدت لذلك مفاصله ذاك الذي امر ملائكتي ان لا تكتب عليه ذلك الذنب ]

أحمد بن حنبل : كتاب الزهد ج1/73
عن عروة عن عائشة قالت سمع النبي
( صلى الله عليه وآله وسلم ) قراءة أبي موسى الأشعري وهو يقرأ في المسجد فقال لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير داود

تاريخ دمشق ج32/52 رقم [ 6609 ] .
وفي سفر المزامير من صفحات الحق في الكتاب المقدس :

[1طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ. 2لكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلاً. 3فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ.
4لَيْسَ كَذلِكَ الأَشْرَارُ، لكِنَّهُمْ كَالْعُصَافَةِ الَّتِي تُذَرِّيهَا الرِّيحُ. 5لِذلِكَ لا تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ، وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ. 6لأَنَّ الرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ ]
سفر اَلْمَزَامِيرُ : الإصحاح المزمور الأول :1 ــ 6

وفي الإصحاح الخامس :

[1لِكَلِمَاتِي أَصْغِ يَا رَبُّ. تَأَمَّلْ صُرَاخِي. 2اسْتَمِعْ لِصَوْتِ دُعَائِي يَا مَلِكِي وَإِلهِي، لأَنِّي إِلَيْكَ أُصَلِّي. 3يَا رَبُّ، بِالْغَدَاةِ تَسْمَعُ صَوْتِي. بِالْغَدَاةِ أُوَجِّهُ صَلاَتِي نَحْوَكَ وَأَنْتَظِرُ.
4لأَنَّكَ أَنْتَ لَسْتَ إِلهًا يُسَرُّ بِالشَّرِّ، لاَ يُسَاكِنُكَ الشِّرِّيرُ. 5لاَ يَقِفُ الْمُفْتَخِرُونَ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ. أَبْغَضْتَ كُلَّ فَاعِلِي الإِثْمِ. 6تُهْلِكُ الْمُتَكَلِّمِينَ بِالْكَذِبِ. رَجُلُ الدِّمَاءِ وَالْغِشِّ يَكْرَهُهُ الرَّبُّ. 7أَمَّا أَنَا فَبِكَثْرَةِ رَحْمَتِكَ أَدْخُلُ بَيْتَكَ. أَسْجُدُ فِي هَيْكَلِ قُدْسِكَ بِخَوْفِكَ. ]
نفس المصدر : الإصحاح : 5/ 1 ـــ 7
فجعل العلي القدير المزامير الداوودية الختام الإسرائيلي في الثورة الروحية وقاعدة الاستخلاف الممتد عبر تاريخية الأنبياء عليهم السلام
وهو قول الحق تعالى :
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }النساء163
ولهذا جعل القرآن الأنموذج الداوودي العيسوي هو الثنائية الممتدة بين أنموذج الاستخلاف والعداوة للمنهجية الإسرائيلية الوثنية والتي صوبت عبر الثورة الروحانية الممتدة لتجسيد العداوة عبر نداء الاستخلاف الداوودي الموسوي والختم العدائي لليهود وهو السيد عبد الله المسيح عليه السلام أنموذج القيادة الإلهية الثورية والفلسطينية المقدسة ، وكان قوله تعالى :

{ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } : المائدة78
يشكل أرضية ثورة وقاعدة للمنهج الإلهي للقيادة الروحية المقاتلة للأنموذج المنحرف للظاهرة الإسرائيلية .. والسيد المسيح عليه السلام هو خليفة في دولة المسلمين القادمة ودولة العادلين والمقسطين الخاتمة .. وهو الذي يصلي خلف خليفة الله المهدي عليه السلام ويجاهد معه في مواجهة دجال
اليهود السامري اللعين ..
وفي التزكية القرآنية لمقام داوود النبي عليه السلام قال تعالى :

{وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }الإسراء55
{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ }النمل15
{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ }سبأ10

{يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }سبأ13
{اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ }ص17

{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }ص26
{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }ص30


******************

تمت الحلقة الثالثة من مبحث مصطلح القيادة الالهية


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين المنتجبين

______________
بقلمـــي
المفكر الاسلامي التجديدي
الشيخ محمد حسني البيومي
الهاشمي
" محمد نور الدين "
أهل البيت عليهم السلام
فلسطين المقدسة
______________
موقع الساجدون في فلسطين
http://alsajdoon.wordpress.com/2010/08/11
مركز دراسات أمة الزهراء عليها السلام
http://elzahracenter।wordpress.com/2010/08/14
http://mostalahkoraan.blogspot.com/2010/10/blog-post_04.html